كم هم ضعاف النفوس من يتاجرون باسم نصر أكتوبر العظيم؟.. وكم هم منافقون الذين يتخذون هذا النصر ساترا يختبئون وراءه لكى يصلوا إلى أغراضهم الدنيئة ويحققوا مصالح شخصية على حساب الوطن. لقد بدأ المتاجرون بنصر أكتوبر فى نشر سمومهم من أجل الدفاع عن الرئيس المخلوع حسنى مبارك بحجة أنه أحد قيادات نصر أكتوبر وأنه يجب تكريمه، لدرجة أن الصحفى المعروف جدا إبراهيم عيسى طالب بإطلاق سراحه بدلا من محاكمته على جرائمه التى ارتكبها فى حق وطنه وشعبه. بل وصل الأمر إلى أن صحيفة المصرى اليوم قالت فى أحد عناوينها الرئيسية "مبارك الفريق البطل". وذهب عدد من كتاب المقالات إلى أنه يجب عدم إنكار دور المخلوع فى حرب أكتوبر. العجيب أن هؤلاء لم يتحدثوا بالحماس نفسه عن أبطال كثيرين ومجهولين تم هضم حقوقهم على يدى المخلوع وشركائه. كما أن هؤلاء واصلوا السير فى اتجاه التطبيل للرئيس المخلوع بأنه البطل والزعيم الوحيد الذى حارب العدو "الإسرائيلى" بمفرده وهزمهم بعبقريته؛ لأنه صاحب الضربة الجوية التى أتت لنا بالنصر المبين، ونسوا دور باقى قيادات الجيش وجنوده البواسل. هذه العقلية الغبية التى تناست ما فعله المخلوع من قتل وسفك لدماء شهدائنا الأبرار فى ثورة 25 يناير ولم تأخذه شفقة ولا رحمة بالآلاف الذين قتلوا على أيدى زبانيته. وهل تناسى هؤلاء مبارك الذى خرب ودمر وسجن وشرد حتى قام الشعب المصرى بخلعه فى أجمل ثورة عرفناها فى تاريخ مصر.. ثورة الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. لن نزوّر التاريخ ولن نقول إن مبارك لم يشارك فى حرب أكتوبر.. ولن نحذف اسمه من كتب التاريخ كما حذفوا أسماء قيادات وطنية ساهمت فى تحقيق نصر أكتوبر مثل الفريق سعد الدين الشاذلى الذى كرمه الرئيس مؤخرا. ولكننا سنتمسك بتحقيق العدالة التى كانت أهم مطالب ثورتنا الرائعة وننتظر القصاص ومعاقبة المخلوع على كل جرائمه، بل ونطالب بتشديدها؛ لأنه لم يلوث فقط سمعته ولكنه لوّث شرفه العسكرى الذى كان يجب أن يحافظ عليه، فضيع الأمانة ودمر الوطن رغم أن شرف مشاركته فى حرب أكتوبر كان يحتم عليه أن يحافظ على الوطن ومكتسبات أكتوبر. سنترك الحكم على مشاركته فى الحرب ل"محكمة التاريخ".. وننتظر إعادة محاكمته على جرائمه فى "محكمة الجنايات".. بعد أن أسقطته "المحكمة الإلهية" على أيدى الشعب المصرى.