قالت مصادر فلسطينية ومصرية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سوف يصل القاهرة الأحد للقاء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، في محاولة لعرقلة اتفاق القاهرة مع حماس والمطالبة بإدارة معبر رفح، بدلا من محسوبين على القيادي المنشق دحلان، وهو ما أكده أيضا السفير الفلسطيني لدى مصر جمال الشبكي، ومجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس عباس. وشككت القناة السابعة الإسرائيلية "عاروتس شيفع Arutz Sheva" في إتمام الزيارة، وزعمت أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر "ألغاها السيسي على نحو مفاجئ، في ظل تقارب ملحوظ من القاهرة تجاه حماس"، مشيره إلى أن تلك الأنباء" حال صحتها تشير إلى استمرار التوترات بين حكومة رام الله ومصر". كما شكك موقع التلفزيون الاسرائيلي i24news في إتمام زيارة عباس المزمعة إلى القاهرة، وزعم أنها "ألغيت" بعد أن أخبر السيسي عباس أنه "لن يناقش القضايا المتعلقة بقطاع غزة، وحركة حماس المسيطرة على القطاع، والخلاف السياسي بين عباس ومحمد دحلان"، بحسب ما نشره الموقع. بيد أن الموقع الإسرائيلي عاد ليؤكد الأربعاء أن ما تردد عن إلغاء زيارة الرئيس الفلسطيني للقاهرة "نبأ غير دقيق". وأكد السفير الفلسطيني "الشبكي" أن "زيارة الرئيس عباس قائمة، وستتم يوم السبت المقبل، ويلتقي الرئيس السيسي الأحد"، نافيا ما يشاع عن إلغائها، مؤكدا أن هدفها "بحث الأوضاع المستعجلة والهامة على الساحة الفلسطينية والعربية". وحول موقف السلطة من التقارب المصري مع حماس، اكتفى "الشوبكي" بالإشادة ب"مساعي مصر الحثيثة لإنهاء الانقسام الفلسطيني"، وتأكيد أن مباحثات عباس بالقاهرة، "ستتناول بحث تطورات ومستجدات القضية الفلسطينية بكافة جوانبها، والوضع الداخلي". وأشار إلى أن المناقشات ستتطرق أيضا إلى الخطط الأمريكية لحل الصراع وفق خطة دولتين، إضافة إلى التصعيد الاستيطاني الخطير في القدس. وهناك انزعاج من جانب عباس من دور القيادي الفتحاوي المفصول "محمد دحلان"، في اتفاق مرتقب بين القاهرةوغزة، يشارك فيه دحلان ضمنا، ومن "تهميش" دور السلطة الفلسطينية. عباس يسعي لتولي إدارة معبر رفح. ويسعي الرئيس الفلسطيني يسعي لان يطلب من القاهرة النص في الاتفاقات مع حماس أن تدير السلطة معبر رفح بين مصر وغزة، لا رجال المنشق عن فتح "دحلان"، والامر خاضع لمفاوضات حالية. ويزور مصر منذ 3 أيام وفد من حركة حماس، وهو الثاني خلال شهر، لتنسيق عدة قضايا مع مصر تمهيدا لتطبيق التفاهمات الأخيرة التي توصل لها وفد الحركة بقيادة يحيى السنوار للقاهرة الشهر الماضي، وتشمل مصالح متبادلة تتعلق بتخفيف الحصار وفتح معبر رفح بشكل منظم، مقابل تشديد حماس إجراءات ضبط الحدود المشتركة حسب طلب القاهرة. وكان وفد رفيع من حماس زار القاهرة الأحد الماضي للقاء مسئولين في المخابرات المصرية لبحث الانتشار الجديد للحركة على الحدود المصرية، وفتح معبر رفح وتوريد السولار من مصر للقطاع لتشغيل محطة الكهرباء، وعقب الزيارة تدفقت شحنات السولار المصرية على غزة، وبدأت حماس إنشاء منطقة أمنية على الحدود. وأكد مسئول فلسطيني في رام الله، أن أبومازن سيحذر في القاهرة من أبعاد فتح المعبر من دون تنسيق مع السلطة ومن خطوات حماس الاخيرة لتعزيز سيطرتها على القطاع. وقال: "من حق المصريين الاهتمام بأمنهم القومي، لكنه يمنع قيادة خطوات من شأنها أن تسبب انفصال القطاع عن الضفة". وهو ما أكدت مصادر إسرائيلية، حيث أكدت مصادر سياسية إسرائيلية لموقع "Walla" أن محمود عباس "يسعى لإحباط التفاهمات بين حماس والقاهرة التي تتضمن أيضا الدفع بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان وتعزيز موقعه في غزة، عبر تولي ملف الشئون الخارجية والمسئولية عن المعابر". وقالت المصادر ذاتها إن "عباس يخشى إمكانية أن يتولى رجال دحلان في القطاع مسئولية إدارة الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، ويحاول جاهدا أن يدفع برجاله لتولي هذه المهمة". وذكر "أمير بوحبوت" المحلل العسكري للموقع أن "رجال عباس يزورون القاهرة الآن، في محاولة لإقناعها بنقل مسئولية الجانب الفلسطيني لمعبر رفح للحرس الرئاسي لعباس بقطاع غزة". يأتي ذلك في وقت يحاول فيه الرئيس الفلسطيني عباس من رام الله، بشتى الطرق الضغط على الحركة والعمل على تفاقم الظروف الإنسانية في القطاع، عبر وقف إمدادات السولار لتشغيل محطة الكهرباء، وإيقاف الدفع لإسرائيل نظير الكهرباء التي تنقلها لغزة من خلال خطوط ضغط عال مباشرة، فضلا عن تقليص كبير في رواتب الموظفين الحكوميين التابعين للسلطة الفلسطينية في القطاع. ووصل عباس، الثلاثاء، إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية؛ لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية والجهود الدولية لإحياء عملية السلام. وقال مجدي الخالدي، المستشار الدبلوماسي للرئيس عباس، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، إن عباس يقوم بجولة تشمل أديس أباباوباريس وتونس ويختتمها في القاهرة يوم الأحد. ويعتقد أن زيارة الرئيس الفلسطيني عباس للقاهرة -سواء تمت الزيارة فعيلا أم تأجلت- "مهددة" بعدم إنجازه ما تسعى إليه السلطة بشأن الإشراف على معبر رفح، ومن ثم تجميد دور السلطة في هذا الملف الهام.