دانت مؤسسات حقوقية دولية وممثلون لإتحادات دولية معنية وصحفيون، مطالبة دول الحصار الخليجي لقطر، بإغلاق الجزيرة وكل قنواتها، وقالت هيومن راتس ووتش في خبر عاجل قبل قليل إن "المطالبة بغلق قناة الجزيرة تهدف لحرمان الملايين من تغطية إعلامية هامة". فيما قال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين "فيليب لو روس": "نعلن تضامننا الكامل مع شبكة الجزيرة وندعوها أن تظل وفية لمبادئها ونهجها ونؤكد قدرتها على اجتياز الصعاب".
وأضاف "لو روس": "لا يمكنني افهم هذا المطلب على الاطلاق..الجزيرة لعبت دورا رياديا في وصول المعلومة والمصداقية". معتبرا أن الخطوة الخليجية من شأنها تعميق الأزمة بشكل كبير.
وأشار إلى أنه لم يصادفه من قبل مطلبا مماثلا أو حالة كهذه بإغلاق دولة قنواتها الخاصة، مضيفا أن أمريكا تشتكي من وسائل الاعلام الروسية، ووكذلك الرئيس الفرنسي انزعج من وسائل الاعلام الروسية، وكان أقصى مراحل الإنزعاج أن يتم حجب مواقع الشبكات الاعلامية على التواصل الاجتماعي لتلك المحطات.
وعلق "آيدن وايت"، مدير الشبكة العالمية للصحافة الأخلاقية قائلا: "ليس اغلاق قناة الجزيرة هو الهدف..بل ترويع الصحفيين والكتاب في المنطقة العربية..وإدخال العالم العربي إلى الجهل والجهالة".
صوت الثورات
ومن جانب آخر 7عتبر الصحفي عادل صبري، رئيس تحرير موقع مصر العربية المحجوب في مصر، أن من يطالبون بإسكات الجزيرة بسبب أنها كانت صوت الثورات العربية".
وقال صبري في تغريدة عبر حسابه على "فيسبوك": "دمروا الاعلام العربي بتوجيه مليارات الدولارات على صناعة فضائيات محلية ودولية في الخليج ومصر وأوربا وجرائد في أكبر العواصم الدولية وأفسدوا الاعلام المحلي بجعله بوقا لهم وحلفائهم ودفعوا من أجل اسكات القنوات المصرية والمواقع الالكترونية الآن يطلبون وقف قناة الجزيرة لأنها كانت صوت ثورات الربيع العربي".
وتساءل الصحفي السابق بجريدة الوفد، والمرشح السابق لمجلس نقابة الصحفيين، "لماذا يطلبون اسكات الاعلام المتواصل مع الشعوب والمعبر عنهم بينما دفعوا مليارات الدولارات لاعلام هزيل وفاشل. أليس من الأجدر لهم أن ينفقوا أموالهم على اعلام مهني منافس يدفع الناس إلى متابعته والانصراف عن عدوتهم الجزيرة. أم أنهم يعتقدون أن أموالهم تكفي للصد عّن حق الناس في المعرفة واعلام مهني متميز..لن تغني أموالهم من الحق شيئا".
علبة الكبريت
أما الصحفي محمد أبو الوفا، فكتب أيضا عبر حسابه على "الفيسبوك"، قائلا: "تخيلوا قناة واحدة اسمها الجزيرة سبق وان سماها مبارك ب "علبة الكبريت" يعمل لها العالم كله مائة الف حساب..اذكر عندما قاموا بتأسيس قناة النهار قالوا ان تدشينها جاء للتصدى للجزيرة.. ففشلت النهار.. ثم قاموا بتأسيس (سي بي سي) لنفس الغرض ففشلت ثم قاموا مؤخرا بتأسيس مجموعة قنوات (اون)..ثم شبكة (تن) واخيرا (دى إم سي)، راهنوا على ان هذه المجموعات ستجهز على الجزيرة..فخاب سعيهم..تخيلوا عروش وممالك ودول تهددها "علبة كبريت" ما أوهن دولكم !". على الأعناق
الصحفي عبدالفتاح فايد، مدير مكتب الجزيرة السابق بمصر، والممنوع من ممارسة عمله من مصر، والمهدد بالإعتقال حال نزل إلى عمله، فكتب عبر حسابه على الفيسبوك "سيسجل التاريخ السياسي والإعلامي الدولي أن #الجزيرة أول قناة تلفزيونية تتكتل ضدها دول وتطلب اغلاقها بعد أن فشلت في مواجهتها بكل ما دشنته من أبواق وأذرع اعلامية.
وسيسجل التاريخ أن #الجزيرة كانت السند الاكبر لثورات الربيع العربي وأنه لولاها لذبح ثوارها في الشوارع وأن هذا السبب الرئيس وراء هذه الهجمة".
وأضاف "كنت مديرا لمكتب الجزيرة بالقاهرة وكان من بهاجمونها الان يرفعوننا على الاعناق ويعلقون لنا الشاشات بالشوارع والميادين ويرسلون لنا باقات الورد لأننا أنقذنا أعناقهم من الذبح بنقلنا مظاهراتهم التي كان الاعلام الآخر ينفي وجودها".
وأشار إلى أن "طلب اغلاق الجزيرة يلخص حالة الفاشية والصهيونية التي آلت اليها كثير من الأنظمة العربية.
الذين يغلقون مكاتب الجزيرة ترفرف في سماء بلادهم أعلام اسرائيل".
وأوضح أن "طلب اغلاق الجزيرة ، مهما كانت الانتقادات التي توجه لها ويمكن تفهم الكثير منها، يعني للأسف أن الحرب على الأمة ودينها وهويتها ومصالحها وحركاتها المقاومة تدخل مرحلة خطيرة للغاية المستهدف فيها الأمة وليس الجزيرة والضحية فيها الأمة كلها وليس قطر".
وفسر "فايد" طلب إغلاق الجزيرة يعني أنهم مقبلون على "أفعال فاضحة يراد حجبها عن الناس فيريدون حجب وسائل الاعلام..فرضوا التعتيم على شعوبهم وأخضعوهم لإعلام غسل الأدمغة وتزييف الوعي ويريدون فرضه على العالم".