تتسع رقعة الخلاف الخليجي رغم كل دعوات ومحاولات علاجها، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن مستقبل مجلس التعاون الخليجي في حال وصل الخلاف إلى طريق مسدود، وذلك بعد عقود من تأسيس المجلس وتماسكه بوجه ما مرت به المنطقة، وليس بعيدا عن احتمال خروج قطر من مجلس التعاون الخليجي دشن مغردون هاشتاج #Omexit تقليدا لشعار الحملة التي دعت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي Preexit. وغرد أحد النشطاء متسائلا "هل خروج عُمان من منظومة مجلس التعاون بات قريبا؟"، وتساءل آخر: "هل هو إشارة نية الخروج من مجلس التعاون الخليجي؟".
بينما يقول موقع "المونيتور" أن كثير من غير السعوديين في دول مجلس التعاون الخليجي يرون السعودية الغنية بالنفط باعتبارها جارة طاغية لا تحترم سيادة الدول الصغرى في الخليج العربي، وتصاعدت وتيرة الأزمة الأخيرة عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين، حصارا قريشياً ضد قطر.
ومجلس التعاون الخليجي هو منظمة إقليمية سياسية واقتصادية عربية، تضم 6 دول هي السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمانوقطروالكويت. وقد تأسس المجلس، الذي يتخذ من الرياض مقراً له، في 25 مايو 1981.
مستقبل متفكك
الإعلامي القطري جابر الحرمي قال إن العلاقات الخليجية لم تصل في مرحلة ما من المراحل لما وصلت إليه الآن، مؤكداً أن قطر تخشى على مستقبل مجلس التعاون الخليجي.
وحذر الحرمي، في حديث صحفي، من أن قرار كل من السعودية والإمارات والبحرين إغلاق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية "لن يؤدي إلى ضرب قطر ومحاصرتها، بل لتفكيك مجلس التعاون وضرب الوحدة الوطنية بين دوله، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي".
وأضاف الحرمي لشبكة "الجزيرة": "للأسف هناك مندسون بين دول مجلس التعاون هدفهم ضرب الوحدة الخليجية، حتى من أولئك الذين يرتدون ثياباً خليجية، لكن قلوبهم مرتبطة بالخارج تعمل ضمن أجندات خارجية، ولديهم وهم بأن تكون لهم السيادة على المنطقة العربية".
قرار مؤسف
وكان عضو مجلس الأمة الكويتي السابق، ناصر الدويلة، وصف القرار بأنه "مؤسف" ولا يوجد ما يبرره استناداً إلى القانون الدولي. وقال إنه يمثل "كارثة على الأمة العربية". واعتبر الدويلة أنه من غير المنطقي اتخاذ هذه الإجراءات بين دول "يجمعها كيان خليجي واحد، على أساس تصريحات إعلامية تعرف جميع وسائل الإعلام المستقلة أنها مفبركة".
ويرى محللون أن ما يجري يعزز مخاوف دول أخرى من مواجهة مصير قطر في حال الدخول في أي خلاف مع الرياض أو أبوظبي، وهو ما يجعل مستقبل مجلس التعاون على المحك.
وقد عبّر الكاتب اليمني إبراهيم السراجي، عن هذه التخوفات بقوله إن موقف الكويت وسلطنة عمان من الأزمة الخليجية الحالية يؤكد أنهما "يدركان إمكانية وضعهما مكان قطر".
وفي منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أضاف السراجي: "ما تقوله السعودية والإمارات اليوم عن قطر ينطبق بشكل أكبر على سلطنة عمان وكذلك الكويت، خصوصاً فيما يتعلق بإيران. لذلك تعمل الدولتان على الاستعداد لهذا اليوم".
ولم يستبعد الكاتب اليمني صحة التقارير التي تقول إنهما (قطر وعُمان) تدرسان الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي.
وكان الباحث والمحلل السياسي الكويتي، مبارك القفيدي، قد أكد في وقت سابق، أن "هناك تقارير دولية تؤكد احتمالية خروج سلطنة عمانوقطر من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي".