كافأ قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، نقيب الصحفيين الأسبق ضياء رشوان بتعيينه رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات، ويبدو أن رصيد "رشوان" في التطبيل والموافقة على كل قرارات الانقلاب وصل منسوبًا لا بأس به عند السفيه السيسي، حتى يعينه "عينا" وجاسوسا للهيئة العامة للاستعلامات، التي تعمل على مراقبة الصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر، والتي ربما لها أصبع في جريمة قتل الباحث الايطالي "جوليو ريجيني"، وهو ما يعني تحكم أكثر قسوة في عمل الصحفيين. ول"رشوان" سجل حافل من التطبيل وإهانة الصحفيين، ينافس سجل الكاتب الصحفي مصطفى بكري، وهو دائم العمل مع المخابرات، والذي اعتبر وسيط بين المخابرات والثوار في 25 يناير، ثم منسق مابين المخابرات وحملة "تمرد" للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ومن مخابرات تمرد يتحول رشوان إلى مخابرات الاستعلامات! بكالوريوس تطبيل "رشوان" من مواليد قنا عام 1960 وحاصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، وتولى منصب نقيب الصحفيين فى الفترة من مارس 2013 إلى مارس 2015، ويشغل منصب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية منذ سبتمبر 2011. وضياء رشوان نقيب الصحفيين هو من أبرز مؤيدي الانقلاب العسكري، وهو من جعل الصحفيين والإعلاميين لا قيمة لهم بالمدح والتهليل للسيسى، ولكن على ما يبدو أن كثيرا ممن أيدوا السيسى ليسوا في حظ رشوان بل بدئوا يتجرعون مرارة هذا التأييد، مثل الكاتب الصحفي سليمان الحكيم الذي نال علقة ساخنة على يد أشاوس الجيش. وكان لضياء رشوان دور بارز في الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، حيث استغل أحداث الاتحادية عام 2012، وهيج الصحفيين خلال أحداث مقتل الصحفي الحسيني أبو ضيف، من قبل قوات الأمن، رغم مقتل 9 آخرين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وأبرز رشوان عنتريته الفارغة حينما تظاهر في سلسلة بشرية للنائب العام، احتجاجا على عزل نائب عام مبارك، فضلا عن تسخير فضائيات الانقلاب له لإساءة للرئيس مرسي ليل نهار على الفضائيات. وكان يطمع ضياء رشوان في منصب رئيس مجلس إدارة الأهرام، إلا أن السيسي لم يمنحه هذه المنصب، وكافأه بالهيئة العامة للاستعلامات حتى يضمن أن يخدمه "رشوان" حتى آخر قطرة من كرامته. لعبة الانسحاب وفي وقت سابق من هذا عام 2017 أعلن ضياء رشوان، عن تراجعه عن قرار ترشحه لمقعد النقيب في انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين؛ وذلك بعد أيام من إعلانه الترشح للمقعد. وفي رثائية ولطيمة وبكائية مفضوحة تظاهر رشوان، بالحسرة على حال السلطة الرابعة وقال في بيان: “تصورت، ربما عن حلم مشروع أو وهم زائف، أن إعادة الوحدة المفتقدة والهيبة الضائعة، قد تدفع بعض الزملاء الذين يطرحون أنفسهم في الانتخابات القادمة إلى التحلي بروح المسئولية وتغليب المصلحة العامة السامية على المص…الح الخاصة الصغيرة، والاستجابة لدعوة التوافق”. وأضاف رشوان “فضلت ألا أتقدم رسميا بأوراق ترشحي لمقعد النقيب منذ فتح باب الترشيح؛ لإعطاء الفرصة للجميع لكي يتم التحاور حول هذا التوافق الضروري، إلا أن أحدا لم يبادر أو يستجيب لكل ما بذلته من جهود واتصالات مع الجميع مباشرة وغير مباشرة، وكانت المبادرة الوحيدة منهم هي تقديم أوراق الترشيح الرسمية”. وتابع رشوان، قائلا: “فضلت ألا أشارك في هذه المأساة والملهاة، وأن أسحب ترشحي لمقعد نقيب الصحفيين الذي كنت قد أعلنت أنني سأتقدم به”. فيما أكدت مصادر صحفية أن انسحاب "رشوان" جاء بتعليمات من المخابرات ويصب فى مصلحة عبدالمحسن سلامة، القيادى بالحزب الوطنى المنحل، بالتزامن مع عودة رجال مبارك فى مناصب وزارية خلال التغيير الوزارى فى حكومة الانقلاب. بوسطجي مخابرات اتهم ضياء رشوان، بأنه "مرسال المخابرات"، والذي كان على صلة بحركة تمرد لإعطائها تعليمات من المخابرات للتخلص من أو نظام ديمقراطي منتخب يقوده الرئيس محمد مرسي، كما كان يتواصل مع رجال الأعمال أيضا لإعطائهم تعليمات المخابرات. واتهمت غادة نجيب الناشطة السياسية والمنشقة عن تمرد، أنها أحست بأوامر تأتي للحركة "من فوق" وعندما حاولت معرفة من هم، وجدت ضياء رشوان أحد متصدري المشهد بإعطاء أوامره للحركة فقد كان همزة الوصل، معترفة بأنها اكتشفت أن الحركة كانت تابعة للمخابرات الحربية. وظف ضياء رشوان نفسه مطبلاتي نظام الانقلاب، فهو في أي موقف يشير بأصابع الاتهام أو السخرية من السيسي ونظامه، يقوم رشوان على الفور بالرد، وكأنها وظيفة ثابتة له. على الرغم من تصريحات ضياء رشوان بأن تعيينه في الهيئة العامة للاستعلامات جاء بناء على طلبات المئات من الصحفيين بذلك، إلا أن جميع الصحفيين يعلمون كيف تم توديعه كنقيبا للصحفيين في 2015، عندما نشروا صوره على أرضيات النقابة وداسوا عليها بأحذيتهم. تم وصف "رشوان" بنقيب المقابر، بسبب مقتل 11 صحفي في عهده، منهم المصور أحمد عاصم والذي توفي في أحداث الحرس الجمهوري، وحبيبة عبد العزيز يوم فض اعتصام رابعة، والصحفي أحمد عبد الجواد، والصحفية ميادة أشرف ولم يحرك نقيب المخابرات ساكنا. نجح ضياء رشوان في تأجيج نار الفتنة كما طلبت منه المخابرات، عندما استغل أحداث الاتحادية 2012 لإسقاط مرسي، وقام بتحريض الصحفيين خلال أحداث مقتل الصحفي الحسيني أبو ضيف، من قبل قوات الأمن، متناسيا مقتل 9 آخرين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين معه برصاص الأمن، وظهر على الفضائيات يطالب بحق الحسيني ويزايد عليه متهماً "الإخوان" بقتله دون دليل.