كثيرة هي المشروعات التي أطلقها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وحظيت بدعاية إعلامية كبيرة ومبشرة؛ إلا أن معظمها تحول إلى "فناكيش" بلا جدوى وبعضها تحول إلى كابوس وفضيحة على غرار ما جرى في مشروع التفريعة الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والمليون ونصف المليون فدان. وآخر هذه المشروعات هو «إحياء البتلو» والذي تروج له الأذرع الإعلامية للانقلاب على نطاق واسع؛ وتدعي أنه يستهدف تخفيض أسعار اللحوم عبر منع ذبح العجول الصغيرة دعما للثروة الحيوانية. وأعلنت وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب عن تخصيص 400 مليون جنيه له فى صورة قروض بفائدة متناقصة 5% لمدة عام. ويحذر خبراء بأن هذه الأموال مهدورة بلا طائل وأن المشروع لن يحقق المرجو منه لأسباب عديدة. جزارون: اللحوم سترتفع وكان من اللافت حقا أن عددا من الجزارين توقعوا ارتفاع أسعار اللحوم خلال شهر رمضان على خلفية إطلاق مشروع البتلو؛ ليصل سعر الكيلو إلى 160 جنيها؛ بسبب تراجع المعروض في الأسواق بعد قرار وزارة الزراعة منع ذبح البتلو حفاظًا على الثروة الحيوانية، مرجعين ارتفاع اﻷسعار في الفترة الحالية لضعف الرقابة الحكومية. وأصدرت وزارة الزراعة، قرارًا بمنع ذبح البتلو بشكل نهائي لتنمية الثروة الحيوانية في مصر، مع دعم المربين بقروض ميسرة لمساعدتهم على تسمين الحيوانات وشراء الأعلاف اللازمة، علمًا بأن القروض تبدأ من 5 آلاف جنيه بفائدة 5% شاملة المصاريف.
وقال أحمد إسماعيل جزار بالدقي:"مشروع تسمين البتلو هيقلل المعروض في السوق من اللحمة، وكده كده الأسعار هتزيد"، موضحًا أن القرض المحدد لتسمين الماشية ضمن المشروع المعلن من جانب وزارة الزراعة لا يكفي علف للحيوانات لمدة 10 أيام. وأكد إسماعيل أن الأسعار الحالية بالنسبة للحوم قابلة للزيادة خاصة مع اقتراب شهر رمضان، متوقعا وصول سعر الكيلو ل160 جنيها، خاصة بعد تراجع المعروض حاليا وزيادة القوى الشرائية خلال شهر رمضان. وأرجع عبدالعزيز سعيد، جزار، ارتفاع اﻷسعار حاليًا بسبب ندرة المعروض وضعف الرقابة الحكومية خلال الفترة الحالية، قائلا:" هو لو كان فيه رقابة على الأسواق كانت اﻷسعار ارتفعت بالشكل ده". وأشار إلى أن السوق في الفترة الراهنة يشهد ركود في المبيعات، بسبب تراجع إقبال المواطنين على الشراء. فضيحة الأعلاف ولكن الفضيحة تفجرت، ذلك أن مشروع "البتلو" مثل كل مشروعات السيسي تحظى بدعاية كبيرة ودراسة ضعيفة تفتقد إلى المعايير الصحيحة وتفتقر إلى الشمول في العلاج؛ حيث تؤكد مصادر حكومية بحسب صحيفة الوطن الموالية للانقلاب أن الوزارة المعنية، لم تضع خطة واضحة لتوفير الأعلاف اللازمة له، خصوصاً أن مصر تستورد ما يزيد على ال80% من الأعلاف من الخارج. وحسب خبراء فإن حكومة الانقلاب تجاهلت في دراستها وتناولها للمشروع توفير الأعلاف للمزارعين بأسعار منخفضة، كما تجاهلت التوسع فى زراعة محاصيل العلف، خصوصاً الذرة الصفراء، وتوفير الأمصال التى يجرى استيراد ما يزيد على 97% من احتياجاتنا منها. غياب الشفافية حذر مراقبون من غياب الشفافية فى عملية منح القروض من بنك التنمية والائتمان الزراعى، وقصرها على فئات معينة، سواء كانت تلك الفئات من كبار المُربين أو أصحاب المعالف، مع تجاهل صغار المُربين الذين يمثلون الشريحة الأكبر التى تملك العدد الأكبر من المواشى. واشترط خبراء ضرورة دعم الفلاحين بالأعلاف لانتشال المشروع من مستنقع الفشل ووتحقيق بعض أهدافه. مربو ماشية: أسعار اللحوم لن تنخفض وردا على وعد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي منذ 5 شهور والذي قطعه على نفسه بتوفير السلع وخفض الأسعار والصبر عليه 6 شهور لتحقيثق ذلك بما يتزامن مع شهر رمضان المقبل، أكد عدد من مربى عجول التسمين أن مشروع "البتلو" لن يسهم في خفض أسعار اللحوم كما تروج وسائل الإعلام. وأكدوا أن أسعار العلف ارتفعت بشكل كبير خلال السنة الماضية، مطالبين بالتوسع فى زراعة محاصيل الأعلاف، لأن أسعار اللحوم لن تنخفض فى ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التى تمثل أكثر من 70٪ من تكاليف الإنتاج. ويرى صبحى محمد إسماعيل، مربى ماشية فى محافظة الشرقية أن مشروع "البتلو" وتخصيص 400 مليونا قروض لمربى عجول البتلو لن يفيد فى شىء لأن أسعار العلف ارتفعت»، مضيفاً: «يعنى لما آخد 4 آلاف جنيه قرض هلاقى العلف أرخص يعنى؟! أكيد لأ، بدل ما الدولة عايزة تعطى الناس قروض، الأفضل تروح تزرع محاصيل أعلاف أحسن من اللى هى بتعمله ده، وزارة الزراعة ماعندهاش خطة واضحة للزراعة». ويتابع «صبحى»: «سعر طن العلف النهارده 4800 جنيه وبيوصل 5 آلاف جنيه، وقبل كدا كان 2000 جنيه، يعنى ال4 آلاف جنيه قرض مش تمن طن علف، وعجل التسمين بياكل نحو 2 طن علف غير البرسيم والتبن والردة والعمالة».