بالرغم من الدعاية التي تسبق شهر رمضان المعظم، بالحديث عن زيادة الدعم على السلع التموينية في الشهر الكريم، فإن علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية في حكومة العسكر، أكد أن الوزارة لا يمكنها زيادة نصيب الفرد من الدعم التمويني خلال رمضان، إلا بعد العودة لوزير المالية، والاستفسار عن وجود اعتمادات مالية تسمح بذلك أم لا. وأكد وزير التموين، على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده بديوان عام المحافظة، خلال افتتاح موسم حصاد القمح في بني سويف، اليوم الاثنين، أن الوزارة ستكتفي في إطار استعدادها لاستقبال شهر رمضان، بافتتاح معارض السلع الغذائية بأسعار مخفضة، تحت شعار "أهلاً رمضان" في جميع المحافظات، بالتنسيق مع الغرف التجارية، والشركات التابعة لوزارة التموين.
في غضون ذلك، ومع اقتراب شهر رمضان، شهدت الأسواق المصرية خلال الأشهر الأولى من عام 2017 ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار بعد التصاعد الكبير الذي شهدته أسعار العملات خاصة الدولار.
ارتفاع الأسعار
وتوقع خبراء الاقتصاد أن الفترات المقبلة سوف تشهد زيادة كبيرة في أسعار السلع الغذائية نظرا لارتفاع سعر العملات الأجنبية، متوقعين أن يشهد الدولار ارتفاعًا يصل إلى 25 جنيهًا مصريًا وذلك للعديد من الأسباب ومنها زيادة العرض والطلب في شهر رمضان على الدولار وقلة المعروض سوف تجعل سعره في تصاعد مستمر، وزيادة قوة الاستيراد الفترات المقبلة نتيجة عدم وجود صناعات مصرية.
في حين أكد تجار الخضراوات أن أسعار الخضار تشهد زيادة تقدر بحوالى 70% مثل البطاطس التى ارتفع سعرها إلى 4 جنيهات، والطماطم التي وصل سعرها ل8 جنيهات والفاصوليا الذى وصل سعرها إلى 10 جنيهات والبامية سعرها 30 جنيهًا، مؤكدين أن الأسعار دائمًا ترتفع قبيل شهر رمضان بحوالى أسبوع ثم تعود للانخفاض ثم يزيد سعرها قبل العيد، والسبب يرجع إلى الإقبال المتزايد على الشراء والتخزين لموسم رمضان والعيد خوفًا من زيادة الأسعار ويرى أن سبب ارتفاع أسعار الخضراوات يرجع إلى ارتفاع الأسمدة الزراعية وتحكم التجار الكبار فى السوق.
وقال علاء رضوان، الخبير الاقتصادي وعضو غرفة الصناعات الغذائية، في تصريحات صحفية اليوم الإثنين، أن كيلو الدواجن المستوردة من البرازيل يصل سعره بعد إضافة الرسوم الجمركية ونسبتها 30% التى قررتها الحكومة أواخر العام الماضي إلى 45 جنيهًا للكيلو لذا أحجم المستوردون عن استيرادها في الوقت الذى تقوم فيه الشركة القابضة للصناعات الغذائية بطرح هذه الدواجن فى المجمعات الاستهلاكية ب30 جنيهًا للكيلو؛ لأنها معفاة من الرسوم الجمركية ولديها مخزون كبير لسد احتياجات الأسواق بينما جهاز الخدمة الوطنية يطرحها ب27 جنيهًا في الوقت الذى وصلت فيه أسعار الدواجن المحلية الحية ما بين 27 إلى 28 جنيهًا للكيلو وإذا تم ذبحها وتعبئتها تصل تكلفتها إلى 36 جنيهًا للكيلو .
كما توقع شلبي جابر، سكرتير شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، ارتفاع أسعار اللحوم البلدية خلال شهر رمضان بنسبة تصل إلى 5 جنيهات في الكيلو عن الأسعار الموجودة حاليًا في الأسواق، وأرجع السبب للتجار الذين يخزنون العجول في الوقت الحالي وطرحها بأسعار مرتفعة خلال شهر رمضان لتحقيق مكاسب مرتفعة؛ نظرًا للإقبال الشديد على شراء اللحوم في رمضان.
ويتراوح سعر كيلو البتلو ما بين 150 جنيهًا إلى 200 جنيه في بعض المناطق بينما يسجل الضأن أسعار تتراوح ما بين 110 جنيهات إلى 130 جنيهًا للكيلو الواحد. أما بالنسبة للحوم المستوردة فإن الإسعار العالمية لم تتغير، لكن تراجع قيمة الجنيه جعلت أسعار هذه اللحوم تتحرك لتبلغ 80 جنيهًا للكيلو المذبوح المبرد وهى لحوم تستورد من البرازيل والهند وأستراليا أما اللحوم الحية التى تستوردها الحكومة من إثيوبيا والسودان ويتم ذبحها فى مجازر محلية فتباع بأسعار تتراوح بين 90 إلى 100 جنيه للكيلو.
كما شهدت لأول مرة بورصة الأسماك ارتفاعًا جنونيًا حيث وصل سعر بلطي الغلابة ما بين 30 ل35 جنيهًا للكيلو بعد أن كان سعر الكيلو لا يزيد على 15 جنيهًا، فضلاً عن ارتفاع سعر سمك البوري ما بين 45 ل55 جنيهًا وسمك المكرونة وصل ل40 جنيهًا للكيلو والماكريل ل25 جنيها الكيلو، ما تطلب مقاطعة شرائه في العديد من المحافظات تحت شعار "خلوه يعفن" ولكن انتهت الحملة وسعر السمك ما زال في ارتفاع.
كما طال الغلاء منتجات الألبان التي أصبحت في زيادة مستمرة، وشركات تصنيع منتجات الألبان يؤكدون أنهم اضطروا لتقليص منتجاتها بنسبة وصلت ل50% واختصرت عدد الورديات بسبب ارتفاع أسعار اللبن البودرة بنسبة 110% وهو اللبن الذي تعتمد عليه المصانع في عملية تصنيع منتجات الألبان.
وطالب رؤساء مصانع الألبان بضرورة حماية السوق من منتجات "بير السلم" التي تنتشر في المناطق العشوائية ولا رقابة عليها كي نمر برمضان هادئ دون ارتفاع جديد في الأسعار.
وارتفعت أسعار الياميش بنسبة 100% بالمقارنة بالعام الماضى نتيجة قلة المعروض فى السوق وصعوبة استيرادها، وأكد رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية "رجب العطار"، أن أسعار الياميش خلال هذا العام سوف تشهد ارتفاعًا كبيرًا نسبةً عن كل عام، وذلك بسبب نقص الإستيراد، فبالتالي سوف ينقص المعروض في السوق.