من ملوخية عكاشة إلى حرنكش شكري.. مصر عزبة الصهاينة

بعد حضوره زفاف حفيد عبد الناصر نبه مراقبون رافضون للتطبيع مع العدو الصهيوني من نشاطاتٌ اجتماعيةٌ لسفير كيان الاحتلال في عهد السيسي، بعيداً عن الأدوار الدبلوماسية المعروفة، وبرزتْ نشاطات اجتماعية وثقافية جديدة للسفير الصهيوني بالقاهرة، منذ تولّي رئيس الانقلاب حكم البلاد؛ كحضور حفلات الزفاف، والعروض المسرحية، والمشاركة في الاحتفالات القومية، والتنزّه في المتاحف المصرية المختلفة.

تلك النشاطات التي جعلت نائبة في الكنيست الصهيوني "كسينيا سفيتلوفا"، تطلب بكل وقاحة من سفير الانقلاب في الكيان "حازم خيرت" بالسماح بعودة اليهود إلى مصر لتناول "الحرانكش والجمبري".

وخلال حضور سفير الانقلاب احتفالا في مركز التراث اليهودي المصري في "تل أبيب"؛ بمناسبة الذكرى السنوية ال38 لتوقيع معاهدة السلام بين مصر والكيان الصهيوني، بحضور عدد من الشخصيات الصهيونية، بينهم "لفانا زامير" رئيس جمعية "الصداقة الإسرائيلية المصرية"، رحّبت "سفيتلوفا" بسفير الانقلاب، قائلة: "أرحب بالصديق الكريم سيادة السفير"، مضيفة أن "مصر مهمة لإسرائيل وإسرائيل مهمة لمصر، وأن مصر هي مركز الثقافة، ومركز الحب، ومركز القوة الإقليمية".

وتابعت سفيتلوفا، قائلة: "آخر شيء، بدي أقولك، إحنا عايزين نرجع مصر، بدنا ناكل بكلويز في بورسعيد، وجمبري في القاهرة، وحرنكش في المنيا، ونحتفل هناك معا بالثقافة والأدب".

تطبيع مع النمنم

وبدعوة من الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة في حكومة الانقلاب، حضر السفير الصهيوني احتفالية نظمتها وزارة الثقافة بمناسبة "ذكرى مرور 70 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية".

المفارقة أن "النمنم" خالف توصية مؤتمر ثقافي حكومي شارك فيه ب"رفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، وذلك في وقت يشهد فيه المجال العام في أرض الكنانة نقاشا حادا على خلفية العلاقات الحميمة والملتهبة بين الانقلاب وكيان العدو الصهيوني.
تلك التوصية جاءت في بيان للهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة في حكومة الانقلاب، في ختام فعاليات "المؤتمر الأدبي السادس عشر لإقليم وسط الصعيد الثقافي"، المقام تحت عنوان "المؤسسات الثقافية والحراك المجتمعي في وسط الصعيد" التي انطلقت الثلاثاء الماضي في محافظة سوهاج.

شرب وحفلات زفاف

بدعوة من القيادي المفصول من حركة فتح "محمد دحلان"، والذي يحظى برعاية رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، حضر السفير الصهيوني بالقاهرة "حاييم كورين" حفل زفاف نجل القيادي "محمد دحلان" بفندق "فيرمونت نايل تاور".

وتربط علاقة قوية تربط بين السيسي والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، حتى أضحى دحلان زائرًا شبه مقيم في القاهرة؛ فبعد انقلاب الجيش في 3 يوليو ضد الرئيس محمد مرسي، أعلن دحلان وقتها على الفور أن السيسي “هبة من الله لإنقاذ الشعب المصري ومصر وإنقاذ فلسطين وأهلها”، وأن “مصر الآن تنهض في زمن السيسي”، ويوم بعد آخر تتكشف علاقة دحلان المحال ملفه إلى محكمة جرائم الفساد.

وبدعوة سابقة تسببت في فصل البرلماني المثير للجدل "توفيق عكاشة"، حضر السفير الصهيوني بالقاهرة حفل عشاء استمر 3 ساعات بمنزل "عكاشة"، تناول خلالها البط والملوخية والمحشي المصري الشهير.

وعقب إعلان كيان العدو الصهيوني استضافة البرلماني المصري توفيق عكاشة سفيره في القاهرة، أُسقطت عضويته في برلمان العسكر مؤخرا على خلفية ذلك.

جولات سياحية بالعتبة!

قام السفير الصهيوني بالقاهرة بزيارة «معبد شعارىهشمايم» اليهودي بشارع عدلي، ومعبد «بيتون» بالمعادي، كما زار معبد "بن ميمون" بالقاهرة، والتقط خلاله عدداً من الصور.

وقام السفير الصهيوني بالقاهرة يقوم بزيارة «معبد الياهو النبي» برفقة طاقم السفارة بمدينة الإسكندرية، وقام بزيارة المتحف المصري ويلتقط صوراً بجانب الآثار.

وحضر السفير الصهيوني بالقاهرة مسرحية "ليلة من ألف ليلة"، على المسرح القومي بالعتبة، بطولة يحيى الفخراني، وصافح السفير الصهيوني أبطال العرض، وأشاد بدور "الفخراني" الذي رحب بدوره بالسفير.

بنت زعيم النكسة "بتهز"

كما حضر السفير الصهيوني حفلَ زفاف أحمد أشرف مروان حفيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسط حفاوة من أسرته، وشهد الحفل وصلات رقص بلدي على شرف السفير الصهيوني، من عدة راقصات شهيرات، إضافة إلى قيام السيدة منى عبد الناصر "بهز" وسطها ترحيبا بالسفير.

وعلى المستوى الرسمي، يقيم عسكر مصر علاقات سياسية واقتصادية مع الجانب الصهيوني، كان آخرها عودة سفير الاحتلال إلى القاهرة بعد غيابه منذ ثورة 25 يناير 2011.

وفي الوقت نفسه، تواجه هذه العلاقات رفضا كبيرا على المستويين الشعبي والنقابي لسنوات طويلة، فيما قدّم السفير المصري حازم خيرت في الآونة الأخيرة أوراق اعتماده إلى كيان العدو الصهيوني.

وفي الأشهر الأخيرة، صدر العديد من التصريحات عن مسئولين صهاينة، تشيد بالعلاقة مع عسكر مصر التي تعتبر أول دولة عربية تبرم اتفاق استسلام مع الاحتلال عام 1979.