نشرت تقارير إعلامية متعددة أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اختار العمدة الجمهوري السابق لمدينة نيويورك رودولف جولياني، لمنصب وزير الخارجية، وهو دليل آخر على التطرف والطابع العدائي في الإدارة الأمريكية المقبلة، فيما قال مسؤول كبير في حملة ترامب، يوم الثلاثاء الماضي لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، إن جولياني، وبولتون، مرشحان للعمل في إدارة ترامب. جولياني كان سفير الولاياتالمتحدة السابق لدى الأممالمتحدة في ظل إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، وهو وبولتون يمينيان، ومن أنصار حروب الولاياتالمتحدة على مدى ربع القرن الماضي، وهما مرشحان لتولي مناصب سياسية خارجية، مما يوضح كذب ترامب في حملته الانتخابية، وترويجه لعدم فكرة خوض حروب جديدة وإبعاد الولاياتالمتحدة عن التدخلات العسكرية بطريقة أو بأخرى، وبناء الدولة.
ادعى ترامب أنه ضد الحرب على العراق، وناشد الرافضين للحرب التدخل وإنهاء التدخلات العسكرية الأمريكية التي لا تنتهي، واتهم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بأنها داعمة للحروب الأمريكية الخارجية، بينما دعا، في الوقت نفسه، لزيادة الإنفاق العسكري الأمريكي وتحديث ترسانة واشنطن النووية.
في مقابلة لجولياني، أصر على أن ما يسمى بالحرب ضد تنظيم داعش ستكون من بين أولويات الإدارة الأمريكية المقبلة، موضحا أن الحرب العالمية على الإرهاب، والتي استخدمت لتبرير الحروب في أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ستستمر.
استخدم رئيس بلدية نيويورك السابق أحداث 11 سبتمبر لتعزيز ثروته السياسية والشخصية، وحجب الفساد المستشري الذي اتسمت به إدارته، واستثمر بكثافة في هذه السياسة، رغم أنه لم يلعب دورا في تنفيذها.
وحين سئل حول مزاعم ترامب بنقض الاتفاق النووي مع إيران، قال: “عليك أن تحدد الأولويات، أولا داعش، وحين التخلص منها يمكننا العودة لما سبق”، وهذا يعني أن الحرب الأمريكية الجديدة لا تزال على جدول أعمال الإدارة المقبلة.
منافس جولياني الرئيسي هو بولتون، وزير الدولة السابق للبريد، وهو أيضا مؤيد للعدوان العسكري الأمريكي ومعارض قوي للاتفاق النووي الإيراني. ارتفعت شعبيته في أوساط الجمهوريين بعدما لعب دورا في عملية ناجحة لحملة جورج دبليو بوش في انتخابات عام 2000، أثناء فرز الأصوات في ولاية فلوريدا، وهو أحد الداعين لتغيير النظام في العراق منذ عام 1998، ولعب دورا كبيرا في الحرب العدوانية عليه.
كل من جولياني وبولتون مثل ترامب، الثلاثة أيدوا أساليب التعذيب من قبل وزارة الدفاع والمخابرات الأمريكية في جوانتانامو.