قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إن وجه أمريكا الذى كشفت عنه الانتخابات ليس مشرقا أو أخلاقيا، موضحا أن الانتخابات بينت أن الولاياتالمتحدة مكان يموج بالكراهية، وهو ما مثله ترامب بما لا يدع مجالا للشك، في الوقت الذي أشار فيه لرجل حضر مباراة لكرة القدم فى جامعة ويسكونس وقد ارتدى ثيابا تنكريا بمناسبة «عيد الهالووين»، فظهر على صورة باراك أوباما مع وجود حبل حول رقبته. وأضاف هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" مساء أمس الأربعاء، أن مثل هذه التصرفات المنحطة أخلاقيا تزايدت وتيرتها منذ ظهور ترامب على الساحة، بخطابه العنصرى ضد الأقليات. إضافة إلى ذلك فإن ترامب يبدى ازدراء واضحا إزاء القواعد المتحضرة وحكم القانون، مع إقراره للعنف ضد المتظاهرين. كما أنه أعرب عن إعجابه بالحكم الروسى المستبد، وتعهد بشن إجراءات قاسية ضد الصحف، ووعد بالزج بهيلارى كلينتون فى السجن، متسائلا: " أين تتركنا هذه الانتخابات التى تشير إلى أن القادم أصعب. ذلك أنها لم تؤد إلى تفاقم الفجوة بين الجمهوريين والديمقراطيين فحسب، وإنما اججت الانقسامات داخل كلا المعسكرين أيضا". وقال هويدي إن ما سبق كله اقتباس من مقالة لأحد كتاب صحيفة نيويورك تايمز (فرانك برونى) نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» يوم الثلاثاء الماضى 7/11 تحت العنوان التالى: لماذا تثير هذه الانتخابات ذعرى؟.. والملاحظة الرئيسية على المقالة أن الكاتب ركز على ما أثاره خطاب ترامب على الداخل الأمريكى، وكيف أنه أشاع موجة من الكراهية فى المجتمع، وأحدث فيه انقسامات ليس فقط بين الأمريكيين والأقليات الوافدة، وإنما أيضا بين الأمريكيين أنفسهم، الأمر الذى روج للممارسات الرديئة والأخلاق المنحطة. وأضاف ان مثل هذا الخطاب ليس مألوفا فى التعليق على الانتخابات الأمريكية، مضيفا أننا كنا نفكر فقط فى احتمالات تأثير نتائج الانتخابات علينا فى العالم العربى وظللنا على اقتناع بأن الوضع الداخلى مستقر فى الولاياتالمتحدة، وإن التداول بين الجمهوريين والديمقراطيين له قواعده الثابتة تقريبا. استنادا إلى قوة مؤسسات المجتمع إلا أن الأمر اختلف هذه المرة. لأن ثمة انقلابا نسبيا محتملا فى الداخل. الأمر الذى يوحى بأن الولاياتالمتحدة مقبلة على ما يمكن أن نسميه الخريف الأمريكى. وأ,ضح هويدي أنه إذا كانت الأسواق العالمية قد اهتزت جراء النتائج التى أعلنت، فإن أصداء الصدمة السياسية فى أوروبا لم تتبلور بعد، ولا يستبعد أن يؤدى ذلك إلى انعاش اليمين الأوروبى، الذى برزت مؤشرات صعوده خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن شعبوبة ترامب مكنته من أن يستخرج اسوأ ما فى الأمريكيين حين خاطب غرائزهم ودغدغ مشاعرهم، وحرك ما كان كامنا فى الذاكرة والأعماق من شعور بالاستعلاء والعنصرية، ولا تنس أنه رغم إلغاء التميز العنصرى ضد السود فى منتصف القرن العشرين إلا أن أحداث العام الأخير بينت أن جذورها لم تقتلع بعد من المجتمع الأمريكى، وهو ما اعترف به علنا الرئيس الحالى باراك أوباما.