أكدت الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" أن مصر تشهد أوضاعًا اقتصادية غير مسبوقة وأن ثمة تحذيرات من ثورة جياع وأن مؤيدي قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ينفضون من حوله. جاء ذلك في تقرير للوكالة مساء أمس السبت تحت عنوان "تحذيرات من ثورة جياع مؤيدو السيسي ينفضون من حوله".
وقالت الوكالة في تقريرها "تشهد مصر أوضاعا اقتصادية غير مسبوقة، ومن يتجول في المدينة الصناعية ب15 مايو سيرصد العشرات من المصانع المتوقفة والمغلقة، ومن نحو 300 مصنع توقف نحو 200 عن العمل، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه المصري".
وينقل التقرير عن صاحب محل بقالة لDW عربية أنه تمت مداهمة مخزنه والاستيلاء على 350 طن سكر، كما اتهمته السلطات المعنية بالاحتكار رغم تقديمه لفواتير تثبت أنه اشترى كمية السكر مؤخرَا، وفي النيابة أبلغوه بأنه حتى لو تمت تبرئته، لكنه لن يحصل على الكمية المضبوطة وإنما سيحصل على أموال مقابلها، وبالفعل اطّلعت DW على فواتير البضاعة، وتوضح أنه كان قد اشتراها قبلها بيومين فقط.
وتوقف صاحب المحل عن بيع السكر خوفا من إعادة مصادرة بضاعته. ومثله فعل الكثيرون من التجار مما أدى إلى غياب السلعة عن السوق وأصبح لها سوق سوداء، إلا أن وزارة التموين نفسها رفعت سعر كيلو السكر الواحد على الفقراء من خمسة إلى سبعة جنيهات.
ويقول الحاج عفيفي 67 عامًا، وهو من مؤيدي للسيسي، إنه يتمنى أن تتحسن الأحوال بدلاً من الجلوس كل يوم على مكتبه لقراءة الجرائد وشرب الشاي فقط.
تحذيرات من ثورة جياع
وبحسب التقرير، كان مرتب محمد حمدي قبل ثورة 25 يناير 4 آلاف جنيه (692 دولارًا بالسعر الرسمي في 2010 و307 دولارات بالسعر الرسمي الحالي)، إلا أنه بعد الثورة انخفض مرتبه بسبب الأوضاع الاقتصادية إلى 3 آلاف جنيه. والآن رغم زيادة التضخم وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق يحصل على ألفي جنيه فقط أي 154 دولارًا فقط، رغم أنه يعيش في شبرا الخيمة أي مسافة 40 كيلو مترًا تقريبًا من مكان عمله.
ويعذر حمدي صاحب المصنع (الحاج عفيفي) ويرى أنه "رجل طيب" لأنه لم يتخل عنه، "لو تركت العمل في الغالب لن أجد عملا آخر لأن كلمة مفيش (لا يوجد) أقل من الواقع الحالي".
ويضيف محمد حمدي "75 في المئة من الصنايعية في بيوتهم وعلى المقاهي". أما الحاج عفيفي فيقول عن حمدي إنه من أفضل "الصنايعية" في صناعة المعكرونة في مصر.
ويحذر حمدي، الذي انتخب السيسي، من ثورة جياع قادمة، مشيرَا إلى الدعوات للمظاهرات تحت شعار "ثورة الغلابة" في 11 نوفمبر الجاري، لأنه يخشى أن يزداد الوضع سوءا إذا حدثت أي اضطرابات.
ويضيف: "أكبر خطأ للمسئولين حاليًا أنهم يتناسون الفقراء"، محذرًا من أن "الفقراء قد يهبون فجأة وحينها سنكون أسوأ من سوريا والعراق". ويتساءل حمدي قائلاً: "رأينا الجيش اشترى الكثير من الأسلحة بمليارات الدولارات.. ألم يكن من الأولى صرفها على الفقراء؟"