قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي: إن نظام السيسي لا يوجه رسائل سلامه إلا للخارج، من شرم الشيخ، كما ذكرت الصحف المصرية يوم الخميس الماضي، موضحًا أنه يعطي الأولوية لسلام الخارج بينما يظل سلام الداخل مرحلاً إلى أجل غير معلوم. وأشار هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" مساء أمس الجمعة، إلى أن وزارة التربية والتعليم أصدرت بيانًا تحدث عن التعديلات في مناهج التعليم تحت العنوان التالي: السلام بدلاً من "ثقافة الصراع" في كتب الدراسات الاجتماعية، وفيه إشارة إلى أنه تم التطرق إلى ذلك المعنى في صياغة الجزء الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي في أحد الكتب المقررة على الصف الثالث الإعدادي.
ورغم أن الاحتلال لا يزال مستمرًا كما أن الصراع لم تضع نهاية له بعد، إلا أن الوزارة في تعديلها للمنهج استبقت ورفعت المصطلح واعتنت بالحديث عن ثقافة السلام في الخارج، ولم تشر في السياق إلى سلام الداخل.
وأضاف هويدي أن توصيف الوضع الراهن في مصر يمكن أن يختزله شعار "سلام في الخارج وصراع في الداخل"، مدللاً بقرائن العناية بسلام الخارج مع استمرار الاحتقان والانقسام في المجتمع. وهو الذى مر بأربع مراحل تعاقبت منذ شهر يونيو عام 2013، بدأت بالصراع مع جماعة الإخوان المسمين، الذي اتسعت دائرته في وقت لاحق بحيث تطور الاشتباك مع مختلف فصائل الإسلام السياسي.
وتابع: "وفي حين وقف ائتلاف 30 يونيو في المربع المعاكس. فإن عقد ذلك الائتلاف انفرط بمضي الوقت بحيث توزعت عناصره بين موالين للنظام ومستقلين عنه أو معارضين له واصطف بعضهم مع القوى المدنية الوطنية التي استهجنت موقف السلطة إزاء الحريات العامة وعارضوا انتهاكاتها للدستور والقانون ومبادئ حقوق الإنسان، حتى جاء الغلاء الفاحش الذي قصم ظهور الملايين وسع من دائرة السخط والغضب؛ بحيث تجاوز الطبقة السياسية والقوى المدنية ووصل إلى عموم الشارع المصري على النحو الذى نلمسه هذه الأيام. وتلك هي المرحلة الرابعة من الاحتقان والانقسام".
وأكد أنه لا سبيل إلى تحقيق السلام الداخلي طالما استمر موت السياسة واختل ميزان العدل، وغابت المصالحة الوطنية، ولم ترفع القيود المفروضة على الحريات ولم يطلق سراح المسجونين ويوقف التعذيب والاختفاء القسري، ووقف عسكرة المجتمع مع السعى الجاد لاستعادة أمل الدولة المدنية والديمقراطية.