رغم تزايد القمع الأمني للإعلام والإعلاميين وحظر النشر واعتقال مئات الصحفيين والإعلاميين وإغلاق عشرات الصحف والمواقع، في أجواء تعيد مصر إلى الخمسينيات من القرن الماضي، التي كشف عن رغبته صراحة في أوقات سابقة أن يمتلك إعلاما كإعلام عبدالناصر.. وهو ما يرفضه التاريخ والواقع في ظل الثورة المعلوماتية التي تدفع الأوطان إلى الأمام وليس للخلف. أما انتقادات السيسي في المحافل والاحتفالات التي يعقدها لمؤيديه ومن يستطيع خداعهم حتى الآن.. فتستهدف رسالة واضحة بالكف عن تناول حقيقة الأوضاع التي أوصل إليها البلاد.. خلال سنوات انقلابه من انهيار مجتمعي وقتل لروح الحقيقة في البلاد وضياع ملايين الغلابة من اهتماماته.. بل من سجل الحياة الآدمية من الأساس. وصب السيسي جام غضبه على وسائل الإعلام، وسائل الإعلام خلال الجلسة النقاشية عن تأتير الإعلام على صناعة الرأي العام لدى الشباب، بمؤتمر شرم الشيح الذي يختتم اعماله اليوم، قائلا: "أنتم بتضروا مصر جامد جدا من غير ما تقصدوا والله العظيم أنا بكلمكم كمسؤولين عن بلد مش رأي عام فقط". وأكد السيسي، على أنه يتابع جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وأن هناك بعض الجرائد لها دور في تأثر علاقات مصر مع بعض الدول، مطالبا الإعلاميين بالتوقف أمام قول النبي عليه الصلاة والسلام "إن المرء يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عن الله صديقا". متناسيا تطبيقه على نفسه باحاديثه عن التلاجة الفاضية، رغم انه قدم اوراقا وثبوتات بذمته المالية قبل ترشحه لهزلية الرئاسة بان ثروته وصلت الى 30 مليون جنيه. وسبق أن انتقد السيسي خلال خطاباته وسائل الإعلام، وأنها لا تقدم الحقائق معربا عن غضبه منها وتوجيه اللوم إليها في مناسبات مختلفة بينها "إفطار الأسرة المصرية، والندوة التثقيفية للقوات المسلحة، ولقائه مع الكتل البرلمانية وممثلي النقابات المهنية" وغيرها.
وتكرر انتقاد السيسي لوسائل الإعلام خلال المؤتمر الشبابي، حيث هاجم وسائل الإعلام والخبراء الذين يظهرون عليها، خلال جلسة الثلاثاء الماضي، قائلا: "الناس اللي بتتكلم على التلفزيون دي منفصلة عن الواقع منفصلة عن الواقع وبتزيف وعي الناس أيوة بتزيف وعي الناس عن حجم التحدي الموجود فيكي يا مصر". فيما يرى الخبراء ان تكرار الانتقادات للعلام يستهدف اخضاع الإعلام الموالي له للعمل ضمن حظيرة عباس كامل. لضمان عدم كشف فساده واحوال الشعب الذي بات لا يملك قوت يومه في ظل سياسات العسكرة التي طالت كككل شيء في البلد... يريد تطبيلا! لم تتوقف وصلات النفاق والتطبيل للسيسي والتى أعادت للأذهان نموذج الحزب الوطني كما أكد الناشط السياسي شريف وهبي منسق حملة " افرجوا عن المعتقلين ". ةلعل ذلك التطبيل رفضه بعض إعلامي الحظيرة، فقد اعترف وائل الإبراشي السيسي أنه يوجد "أشخاص حضروا المؤتمر وبدلا من استغلاله في إظهار أفكاره استغله في المديح والتطبيل اللي خلاص عفى عليها الزمن". وعلى سبيل المثال ، ما قاله طارق الخولي عضو مجلس النواب إن السيسي يهتم بقضايا الشباب عكس ما يروج بأنه يقوم بحبسهم وأن الدولة تضطهادهم. وقالت الكاتبة الصحفية جيلان جبر إن ندوة الإعلام بالمؤتمر الوطني للشباب أثارت إعجاب الكثيرين من الشباب والكبار وعملت على إثراء العقول، متناسية كيف اثرت العقول وهو يريد مصاجرة العقول!!! ولأكثر من دقيقتين استمر البرلماني مصطفى الجندي رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب فى وصلة مديح وتطبيل للسيسي ، ووجه الجندي حديثه للسيسي، "أنا كنت بعمل عمرة وأنا وأمى، وأقسم بالله هذا حصل، وبعدين ساجدين سمعتها بتدعيلك ياريس، وبتدعي للبلد ، وأضاف: أنا ما بضحكش.. الكلام مافهوش ضحك.. طول عمرها بتدعيلى أنا وأخواتى بس.. بتدعيك دى كبيرة أووى.. ما تقلقش ياريس احنا في ضهرك واللى يقرب منك ناكله.. أقسم بالله العظيم". كما أبدت النائبة البرلمانية سعاد المصري سعادتها البالغ التى لم تتوقعها فى حياتها بلقاء السيسي والحديث معه قائلة: "أنا مش قادرة أصدق أني بكلم حضرتك.. أنا كان كل طموحي أن أسلم على حضرتك بس. "ليرد السيسي ضاحكا.. "أنا ليا الشرف أن أسلم عليكم كلكم". فعلقت عليه النائبة: "أشكرك على الأمل والإصرار، اللى أعطيته لنا لكي نخدم بلادنا أكتر.. أنت بتخلينا طيرانين من الفرح. ..تلك الخطابات والكلمات هي ما يفرح بها السيسي وإعلامه، بعيدا عن ممارسة النقد الذاتي أو كشف الواقع.. أو تناول قضايا الوطن الحقيقية.. وبذلك تنحشر مصر في مزيد من الازمات لصالح جماعة الطبالين وتاميم الإعلام ومصادرة حرية الراي والتعبير..