بعد الخراب الذي حل على الحالة التعليمية الممثلة في المناهج ومدارس الحكومة، بدأت سلطات الانقلاب في تخريب التعليم التجريبي الذي يتبع قواعد صارمة في قبول الطلاب الملتحقين بها والكثافة العددية، وذلك من خلال قبول أعداد طلاب فوق الكثافة، حتى إن بعض المدارس قام بتحويل المسجد الملحق بالمدرسة لفصول بالمدرسة لاستيعاب الأعداد الزائدة التي تم قبولها. الأمر الذي أدى لحالة من الاستياء والغضب التي سيطرت على أولياء أمور المدارس المتميزة للغات بطنطا بعد مشاهدتهم تحويل المسجد الخاص بالمدرسة إلى فصل دراسى للصف الثالث الإعدادى، و قبول أعداد من الطلبة الجدد فوق الكثافة؛ ما أدى إلى تقديم شكاوى لوكيل وزارة التربية والتعليم، تؤكد أن المدرسة تقبل طلاب فوق الكثافة، وبتأشيرات مواقفة من المحافظ وأعضاء مجلس النواب.
و أعرب الأهالي عن أسفهم أن تبدأ الرشاوى والاستثناءات في قطاع المدارس التجريبية واللغات، وهو الأمر الذي يبشر بخراب التعليم التجريبي كما تم تخريب التعليم العام.
وأكدت أمل رشاد، ولى أمر طفلين بالمدرسة التجريبية في طنطا، أن هذا الأمر ليس مقتصرا على المسجد بل قاموا بتحويل المعامل إلى فصول دراسية، موضحة أن اللائحة تنص على أن الفصل لا يزيد كثافته عن 29 طالبًا، ولكنها أصبحت الفصول بها أكثر من 45 طالبًا وهو ما يؤدي على مخالفة القانون في لوائح المدارس التجريبية المتميزة.
وأضافت: "المدرسة فقدت صفة التميز التى بادرنا من أجلها بإلحاق أولادنا بها"، موضحًا أنها المدرسة الوحيدة المتميزة للغات بطنطا، وأن أولياء الأمور قاموا بتقديم شكاوى للنيابة الإدارية برقم 3655 في مسئولي المدرسة اعتراضًا على التبرعات وكثافة الفصول وسلبيات الإدارة، كما أن هناك طعنًا على جميع تأشيرات محافظ الغربية التي وافق عليها للسماح بدخول تلاميذ فوق الكثافة.
فى حين اكتفى الشناوى عايد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، بتشكيل لجنة من مدرية التربية والتعليم شكلت لفحص المخالفات بالمدرسة، وقرار بمنع تحويل المسجد لفصل دراسى مع التحقيق فى هذه الواقعة بالشئون القانونية.
يذكر أن 23.7% من المصريين فوق 15 سنة يعانون الأمية، كما أن نسبة المقيدين بالتعليم الابتدائي للعام الدراسي 2013- 2014، من الفئة العمرية للتعليم بلغت 89.6% للذكور و91.3% للإناث، بمعنى أن حوالي 10%، ربما أكثر من ربع مليون طفل، لم يدخلوا المدارس أًصلاً، أما من التحقوا بالمدارس فنسبة التسرب بعدها من التعليم بلغت 6.5% حسب تصريح لوزير التعليم فبراير 2014، أو عددياً بلغت 2 مليون طفل تركوا المدارس بسبب الفقر أو حاجة أسرهم لإرسالهم للعمل، حسب تصريح لرئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمي.