في الوقت الذي تتقدم فيه مجموعة سفن روسية أعلى حاملة الطائرات كوزينتسوف بطائراتها ال50، وترافقها أكبر سفينة حربية في العالم "بطرس الأكبر" باتجاه السواحل السورية، لتدك وتقصف الأبرياء في حلب وشقيقاتها، يستضيف السيسي على أرض مصر مناورات عسكرية، وصفتها وزارة الدفاع الروسية ب"غير المسبوقة"، رافعة معها شعار "حماة الصداقة". ويشارك في المناورات المشتركة أكثر من 700 مقاتل و20 معدة متوسطة وثقيلة من البلدين، يتم إسقاطها خلال 60 طلعة جوية مخططة باستخدام 30 طائرة مصرية وروسية من مختلف الطرازات، بحسب المتحدث الرسمي العسكري للقوات المسلحة. ويعتبر "اكتساب المهارات الميدانية" واحدة من أهم المراحل التمهيدية للتدريب العسكري المشترك، علاوة على محاضرات نظرية وعملية للتعرف على الخواص الفنية والتكتيكية للأسلحة والمعدات وآليات القيادة والسيطرة. ثالثة الأثافي ويعتبر بعض المحليين السياسيين أن المناورات المشتركة التي انطلقت، اليوم الأحد، هي ثالثة الأثافي، بعدما حضرت مصر اجتماع "لوزان" بجانب جبهة (روسياوإيرانوالعراق) ومن خلفيتهم الولاياتالمتحدة، التي ترغب بإطالة أمد الصراع في سوريا، وبعدما صوّت مندوب النظام الانقلابي في الأممالمتحدة لصالح مشروع القرار الروسي الذي يمكِّن لسيطرة روسيا على مدينة حلب وريفها، ومتابعة قصف قوات المعارضة السورية والمدنيين من الشعب السوري الأعزل!. ورغم أن المواقف تستفز في أحد جوانبها الجانب السعودي، الذي اتخذ عدة مواقف، بداية من اعتبار المندوب السعودي أن الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب المصري، وهذا بطبيعة الحال كان مؤلما!، إلا أن وقاحة الموقف الانقلابي تجاه السعودية- التي دعمت الانقلاب منذ لحظاته الأولى- ليس بأقل وقاحة من الموقف تجاه سوريا وأطفالها وشيوخها ومشافيها وأسواقها وأحياءها المدنية، وهو ما دعا المفكر بسام جعارة إلى انتقاد السيسي قائلا: "تبا لدناءتك وخسّتك أيها الجنرال!". الفودكا الروسية ووصف الفنان عمرو واكد الإقبال الانقلابي على الروس والتخلي عن السعودية في تبني رؤيتها، بمن استغنى عن الرز الخليجي مقابل "الفودكا" الروسية، وهي مشروب قريب من الخمر، وبالفعل وقع الانقلاب اتفاقا لتزويد بغداد للقاهرة بالنفط برعاية إيرانية روسية، علاوة على إذعان من الانقلابيين بالتراجع والسماح بدخول 12 مليون طن قمح مصاب بفطر الإرجوت المسرطن، مقابل أن ترفع سلطات الغذاء الروسية الحظر عن الأغذية المصرية، التي سبق وحظرتها بعد تقرير هيئة الأغذية والدواء الأمريكية. مسخرة "لوزان" ومن مساخر اجتماع السبت بلوزان السويسرية، أنه تمت دعوة مصر إلى حضور الاجتماع من "الصديق" الروسي، الذي دعا إلى جواره أيضا إيرانوالعراق، وعلق الإعلامي السعودي جمال خاشقجي: "ألم أقل إنهم بالمعسكر الآخر؟"، فيما علق المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة "في (لوزان) تحضر مصر، ولكن في المربع المناهض للشعب السوري، وبإصرار من روسيا، السيسي يضيّع دور مصر والوضع العربي عن سبق إصرار". وركز الروس والمبعوث الأممي المنافق دي مستورا على جبهة النصرة كإحدى الفصائل "الإرهابية، ولم يأتوا على ذكر "داعش"، رغم أنها الأوسع تأثيرا والأكثر شهرة في "الإرهاب"، فيما لم يفرق وزير خارجية الانقلاب سامح شكري بين أي منهم، واصفا الفصائل التي تقاتل في حلب بالإرهابية!. وعلق متابعون على الاجتماع قائلين: إن لوزان شهد تناغما أمريكيا روسيا، وإصرارا إيرانياروسيا على حضور مندوبي العراق والانقلاب في مصر، ولا تقدم على الأرض، مقابل تكتل سعودي قطري تركي.