نعى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، الشاعر والكاتب الدكتور فاروق شوشه، والذي توفي فجر أمس الجمعة، عن عمر ناهز 80 عامًا، بقرية الشعراء بدمياط. وكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع التدوين المصغر "تويتر": "رحم الله الشاعر الكبير فاروق شوشة، حارس الضاد، وحامل لواء العربية، والمدافع عن لغة القرآن، اللهم أكرم نزله، ووسع مدخله، واخلفه في عقبه بخير".
"شوشه" ولغتنا العربية الجميلة
وطوال عمره الممتد، سطر الشاعر الكبير فاروق شوشه أنشودة الدفاع عن اللغة العربية بكل ما أوتي من قوة؛ حيث أنشأ برنامجًا خاصًا على شبكة إذاعة القاهرة الكبرى بنفس العنوان "لغتنا العربية الجميلة"، حاول خلالها إيصال طعم ومذاق اللغة العربية لغة أهل القرآن للجميع دون تميز.
ولد فاروق شوشة في قرية الشعراء بمحافظة دمياط عام 1936 وأتم حفظ القرآن الكريم ليكمل دراسته ويتخرج من كلية دار العلوم في العام 1956 ومن كلية التربية في العام 1957 وعمل معلمًا لمدة عام قبل أن يبدأ مسيرة إذاعية وأدبية طويلة والتحق شوشة بالإذاعة المصرية في العام 1958 وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا لها في عام 1994.
حظي شوشة بعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة وعمل في عدد من اللجان الثقافية ورأس بعضها كلجنتي النصوص في الاذاعة والتليفزيون ولجنة المؤلفين والملحنين.
وبحسب "بي بي سي" يقول الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية عن تجربته: إن الراحل فاروق شوشة كان من الأعضاء الكبار في المجمع واستطاع أن يربط أجيالاً كاملة باللغة العربية الأم بكل أعماقها عن طريق برنامجه لغتنا الجميلة وأسهم إسهامات عديدة بعد انضمامه للمجمع حتى أصبح الأمين العام لمجمع اللغة العربية.
ترك عددًا من المؤلفات العامة في اللغة والثقافة من أمثال "لغتنا الجميلة" و"لغتنا الجميلة ومشكلات العصر"، العلاج بالشعر" فضلا عن سيرته الشعرية التي حملت "عذاب العمر الجميل".
من بين أشعاره تلك التي تقول:- أخيرًا يقول الدم العربيُّ: تساويْتُ والماءَ أصبحتُ لا طعْمَ، لا لوْنَ، لا رائحة! أخيرًا يقول الدم العربيُّ: أسيلُ.... فلا يتداعى ورائي النخيلُ ولا ينبتُ الشجرُ المستحيلُ أسيلُ.... أُروّي الشقوقَ العطاشَ، وأسكبُ ذاكرتي للرمالِ، فلا يتخلّقُ وجهُ المليحةِ، أو حُلمُ فارسها المستطارِ، وأنزفُ حتى النخاعِ، وينحسرُ المدُّ، تنبُتُ فوقي حجارتُكم، مدناً تتمدّدُ أو تستطيلُ وتأكل ما يتبقّى من الأرضِ، لكنها أضرحة!