كشف الكاتب الصحفي وائل قنديل عن السر وراء الانحياز الأعمى من جانب عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب للسفاح السوري بشار الأسد والاحتلال الروسي لسوريا الشقيقة. وتضمن مقال قنديل اليوم ثلاثة أفكار رئيسة: الأولى حول ارتماء السيسي في أحضان تل أبيب الدافئة، والثانية يقارن بين مرسي والسيسي مع وقف إمدادات الوقود من جانب السعودية، وكيف تعامل معها مرسي بثوابت قومية وأخلاقية دون ابتزاز أو ارتماء في أحضاء العدو الصهيوني، على عكس السيسي تمامًا، والثالثة حول شقاء المصريين وبؤسهم رغم انهمار الأرز الخليجي على سلطات الانقلاب.
وفي مقاله المنشور اليوم بصحيفة "العربي الجديد" تحت عنوان "يتعشّى بالأرز وينام في فراش إسرائيل"، اعتبر "قنديل" أن "السيسي متّسق مع نفسه، ومخلصٌ لثوابته التي تتأسّس عليها عقيدته السياسية، ومنهجه في الحكم: ما دامت إسرائيل معي، لا يهمني الآخرون"، لافتًا إلى أن "السعودية، والدول العربية عمومًا، هي "آخر" بالنسبة للأنا السيسية المتماهية مع الكيان الصهيوني".
ويفسر أسرار انحياز السيسي لبشار مضيفًا: "حرص السيسي على العسل الإسرائيلي أكبر بكثير من اعتماده على الأرز السعودي، وعلى ذلك، فإن موقفه من الموضوع السوري يتحدّد على ضوء القراءة الإسرائيلية، وما دامت تل أبيب حريصةً على عدم سقوط بشار الأسد، وتريد الحفاظ عليه، مهانًا كسيرًا ذليلاً، فإن السيسي لا يملك أن يجدّف بعيدًا، في الاتجاه الآخر، حتى وإن كان قاربه بأموال السعودية".
ويدلل قنديل على صحة ما ذهب إليه بما أعلنته مذيعة مقربة من السيسي إذ قالت "لا أحد يلوي ذراعنا في موضوع الوقود.. سنحصل على الغاز من إسرائيل، أرخص وأقرب".
وينتهي إلى أن الرسالة شديدة الوضوح إلى السعودية، عقب أخبار عن توقف شركة "أرامكو" عن إرسال شحنات الوقود إلى الحكومة المصرية، بعد ساعاتٍ من فضيحة التصويت المصري في مجلس الأمن، لصالح الاحتلال الروسي لسورية الذبيحة.
ويمضي الكاتب مستنكرا هذا السلوك المشين من جانب سلطات الانقلاب "هذه هي قاهرة ما بعد الانقلاب، المموّل خليجيًّا، قاهرة الابتزاز والمكايدة، والتلويح بالذهاب إلى الفراش الصهيوني، كلما رفض لها أحدٌ من العرب طلبًا، والجميع يعلم ذلك، وينفق الداعمون بسخاء من أجل الحفاظ على نظامها الذي صنعوه بأعينهم، وسمّنوه بأرزهم، حتى وإن كان ذلك تحت شعار "لمصر لا للسيسي".
مقارنة كاشفة
ويعقد قنديل مقارنة بين موقف الرئيس مرسي عندما علقت السعودية إمدادات الوقود في عهده وبين السيسي متابعًا "تفرض المقارنة، هنا، نفسها مع موقف قاهرة ما بعد الثورة، من توقف شحنات الوقود السعودي، الأول في فترة حكم الرئيس محمد مرسي، حين رجع من زيارةٍ إلى الرياض، سمع خلالها طلبًا مرفوضًا من الملك عبد الله بالإفراج عن حسني مبارك، وبعد أيام، كان رئيس الحكومة، هشام قنديل، يبلغ رئيس الجمهورية بأن شحنة السولار التي كانت تعطيها حكومة الملك عبد الله لمصر تأخرت 11 يومًا، فرد محمد مرسي من دون تفكير: "مش هتيجي، دبّر نفسك بالموجود".
ويحلل قنديل ذلك بقوله "لم نسمع وقتها أن القاهرة مارست ابتزازًا أو هدّدت بالارتماء في حضن إسرائيل، أو إيران، أو أطلقت أبواقاً إعلامية تشعل معركة بين شعبين.. وهذا هو الفرق بين قاهرةٍ ثوابتُها قومية وعربية، ومنطلقاتها أخلاقية، وبين قاهرةٍ ثابتُها الوحيد هو العلاقة الدافئة مع إسرائيل، وما دون ذلك متغير، ومنطلقاتها براغماتية انتهازية صغيرة".