انطلقت، أمس السبت أول أكتوبر 2016 بمدينة إسطنبول التركية فعاليات الندوة العالمية حول فكر الشهيد سيد قطب، المفكر الإسلامي المصري الراحل بمناسبة مرور 50 عاما على إعدامه على يد الطاغية جمال عبدالناصر يوم 29 أغسطس 1966م. يشارك في الندوة شخصيات رسمية من الحكومة وأعضاء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، بجانب عشرات الصحفيين والأكاديميين بالجامعات العربية والتركية.
وتهدف الندوة، بحسب وكالة الأناضول التركية إلى التعريف بالمنهج الفكري لسيد قطب، وتشهد مناقشات حول فكره، وتاريخ حياته، وسرد بعض الوقائع والقصص التي حدثت معه، قبل وبعد سجنه.
يقول إحسان سرما، رئيس جامعة سرت التركية: "أفكار سيد قطب فتحت الطريق إلى تأسيس الحركة الإسلامية الجديدة، وهناك الكثير من الحركات السياسية استفادت من فكره" الذي "ساهم في تشكيل وإحياء أجيال جديدة، لأن الكثيرين تأثروا بأفكاره، والشباب اتخذوه نموذجاً لحياتهم، لأنه علمنا أن نتخلص من الجاهلية والظلم من خلال العودة إلى القرآن".
وأضاف سرما خلال الكلمة الافتتاحية: "قطب علمنا كيف تعود الأمة إلى وعيها، ونحن اليوم في الذكرى ال 50 له، ونريد أن نحيي ذكراه ولن ننساه أبداً، ولا بد أن تؤدي هذه الندوات إلى معرفة أفكار العلماء، وتذكر سيد قطب يعتبر شيئاً مهماً من الناحية العلمية، لأنه هو الذي دعا إلى توطين الإيمان في القلوب وإلى إحيائها، ويحاول من جديد إحياء الأمة بكل تفرعاتها، ومحاولة لإعادة الشباب الإسلامي من جديد".
وأشار إلى أن "الكثيرين واجهوا العذاب في سجون مصر بالصبر، ونريد اليوم أن يكون قطب مرجعيةً لشعوبنا الإسلامية، ونحن ملزمون بالتعريف بفكره، لأننا نعرف قيمته".
وقال صلاح عبد المقصود وزير الإعلام المصري (في عهد محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطياً): "رغم التضليل الذي فرضه الطغاة، لم يستطيعوا أن يوقفوا امتداد فكر سيد قطب، وبعد أن أعدم قطب على مشانق العسكر، انتشرت كتبه في كل لغات العالم، وفي كل الدول، وصدقت كلمات الشهيد (قطب): "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة".
وفيما يتعلق بكتب سيد قطب، رأى عبد المقصود أنها كانت تسعى إلى ربط المسلمين بالقرآن، قائلًا: "سيد قطب لم يكفر أحداً من المسلمين، وليس صحيحاً أن قطب دعا إلى هجر المجتمع، كما أن طبيعته لم تكن انعزالية، وهو عمل في التدريس والصحافة وكتب مئات المقالات التي حارب بها الفساد، ووصف قطب حياته عندما انضم إلى الإخوان المسلمين بقوله: لقد ولدت عام 1951".
وقال بكر كاراغا رئيس مستشارية رئاسة الحكومة، إن "قطب استطاع أن يشكل منعطفاً جديداً في القرن العشرين، ولا يقتصر ذلك فقط في أعماله، بل في مبادئه وتضحياته".
وتابع كاراغا: "قطب كان الرجل المحبوب في الخمسين سنة الماضية، وهو الذي سخّر حياته للقرآن، وحاول أن يعلم المجتمع بحياته، وخدم المجتمع بكل الآليات والوسائل، وفي هذا الإطار يجب أن ننظر إلى فكره فقط، ونحن مدينون لهذا الرجل الذي أسّس لنا جيلاً جديداً، وقدّم فكره للتضحية بالذات والنفس".
والشهيد سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي من مواليد 9 أكتوبر 1906م – حتى استشهد في 29 أغسطس 1966م.. كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين.
ولد في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بها تلقى تعليمه وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1352 ه - 1933 م.
عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد عام 1370 ه - 1950 م. انضم إلى حزب الوفد المصري لسنوات وتركه على أثر خلاف في عام 1361 ه - 1942 م.
وفي عام 1370 ه - 1950 م انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاض معهم نشاطهم السياسي الذي بدأ منذ عام 1954 م إلى عام 1966 م. وأعدمه الطاغية جمال عبدالناصر بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه وتم تنفيذ الحكم عام 1385 ه - 1966 م.
مر سيد قطب بمراحل عديدة في حياته منذ الطفولة. المرحلة الأدبية البحتة التي كان فيها متأثرا بعباس العقاد. ثم مرحلة فكرية. ثم توجه للأدب الإسلامي. إلى المجال السياسي حتى صار رائد الفكر الحركي الإسلامي أو ما يعرف بالقطبية، وهذه المرحلة هي التي يعرفه الناس بها حتى اليوم.
يعتبر سيد قطب من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي. هو الابن الأول لأمه بعد أخت تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل. وكانت أمه تريد منه أن يكون متعلمًا مثل أخواله. كما كان أبوه عضوًا في لجنة الحزب الوطني وعميدًا لعائلته التي كانت معروفة في القرية.