حطم القائمون على جائزة "نوبل" الصورة التي رسمها إعلام العسكر في مصر للجراح الراحل أحمد شفيق، بعدما منحوه هذا العام جائزة "الحماقة العلمية" بسبب أبحاثه عن سراويل الفئران، لينضم إلى قائمة "فناكيش" العسكر التي تضم الكفتة والوحش المصري، وغيرها من الاختراعات التي جعلت علماء العسكر أضحوكة للعالم. وبعد سنوات من رحيل الجراح المصري الذي كان يتباهى ويمجد نظام المخلوع حسني مبارك، وكان يحظى بخطة تلميع واسعة في التليفزيون المصري لدرجة جعلته ضيفا شبه دائم لدى المذيع الشهير مفيد فوزي، تم الإعلان عن فوزه ب"جائزة نوبل للحماقة العلمية" التي تُمنح كل عام لأغبى الأبحاث العلمية، عديمة الفائدة والمضمون والفارغة من أدنى فائدة تُرجى، ولكنها مضحكة؟ الجائزة ليست نوبل الأصلية وإنما جائزة "الاكتشافات المضحكة"، وهي تعطى لمعظم المجالات التي تغطيها جوائز نوبل العادية، وهي 10 جوائز في مجالات: الطب وعلم النفس والفيزياء والاقتصاد والسلام والأحياء، والكيمياء، والاتصالات، والصحة العامة والهندسة. ويحصل الفائزون ال10 أيضاً على جوائز مضحكة (لا قيمة لها) عبارة عن منح كل فائز 100 تريليون دولار زيمبابوي، وهي ورقة تعادل على موقع إباي قرابة 54 دولار أمريكي. سراويل الفئران وقال مارك إبراهام، رئيس تحرير مجلة "الأبحاث غير المحتملة"، في تبريره إعطاء الجائزة للدكتور الراحل أحمد شفيق: "لم نسمع مطلقاً عن أي شخص آخر قضى وقتاً يدرس بعناية ما يحدث جنسياً للفئران إذا ألبستها سراويل". "شفيق"، الذي توفي عام 2007، وكانت له أساليب في الجراحة سُجلت باسمه عالمياً وفي مراجع عالمية وتدرس لطلاب الجراحة باسمه أيضاً، كان قد أجرى بحثاً عام 1993 أثبت أن الفئران التي ترتدي سراويل مصنوعة من البوليستر أو البوليستر المخلوط بالقطن تكون أقل نشاطاً من الناحية الجنسية من تلك التي ترتدي سراويل من القطن أو الصوف أو التي لا ترتدي سراويل من أي نوع، كما هو الحال عادة بالنسبة للفئران. وعلى الرغم من أن الجائزة تعطى للحماقة في مثل هذه الاختراعات والأبحاث غير ذات القيمة، فهي تعطي أيضاً لسبب آخر هو "التفكير" فيما اخترعه هؤلاء العلماء لاحقاً بعد الضحك والسخرية مما اخترعوه، فربما كان اختراع شفيق، الذي لم يكمله، يستهدف لاحقاً دراسة تأثير الملابس البوليستر على الصحة الإنجابية للبشر. وحصل شفيق على العديد من الجوائز والأوسمة ورأس أقسام الجراحة في مستشفى القصر العيني بالقاهرة، واشتهر بأبحاثه عن مرض الروماتويد، وسبق أن كرّمه الرئيس الراحل أنور السادات، وحصل على وسام الدولة للعلوم والفنون سنة 1977، كما رُشح لجائزة نوبل عام 1981 لكنه لم يفز بها. والعالم المصري الراحل كان رئيساً للأكاديمية العالمية لجراحي الجهاز الهضمي بالولايات المتحدة، وأنشأ العديد من العيادات في مختلف الأحياء الشعبية لعلاج الفقراء وغير القادرين، وكان متزوجاً من الدكتورة ألفت السباعي أستاذة ورئيسة أقسام الجراحة بجامعة المنوفية، ووالد كل من الدكتور علي شفيق والجراح إسماعيل شفيق. الكفتة والوحش ولم ينسَ المصريون الاختراعات الوهمية التي روجها إعلام العسكر مثل جهاز الكفتة لإبراهيم عبدالعاطى الذي أعلن وقتها أن الجهاز سيعالج أكباد المصريين من فيروس سي والإيدز وسط مباركة إعلامية، وحملة دعائية لا مثيل لها، وبعد المهلة التي طلبها «عبدالعاطى» الذي داعب آمال ملايين المصريين بالشفاء من مرض ينهش أكبادهم، لم يحدث شىء، فالجهاز لم يجد نفعًا، ووزارة الصحة تعاقدت على جرعات من علاج «سوفالدى» المُثبت آثاره بطريقة علمية لعلاج المُصابين بالفيروس، فيما صمت المدافعون عن جهاز عبدالعاطى، وانتهت قصة الاختراع. وفي ميدان التحرير، روج العسكر لشاب يزعم ابتكاره سيارة تعمل دون وقود ويمكنها الطيران، وأطلق عليها «الوحش المصرى» باهتمام إعلامى واسع، وأمام الكاميرات التي ازدحم بها ميدان التحرير في اليوم المقرر للتجربة، قال الشاب إن عطلاً ما أصاب «طائرته» اضطره إلى إرجاء تجربته لوقت لاحق، بعدها؛ خرج الشاب ليعلن أن ميدان التحرير غير مؤهل لعملية الطيران أو الهبوط، وانتهى الأمر ب«المخترع» لإحراق «اختراعه» وإلقائه في إحدى الترع.