حذر الدكتور نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، من انهيار الاستثمارات في القطاع خصوصا بعد الارتفاع الجنوني في أسعار العلف من 2000 إلى 5000 جنيه وكانت الأسبوع الماضي 3000 فقط. وطالب «درويش» سلطات الانقلاب بالتدخل لتوفير العملة الصعبة لمستوردى الأعلاف فى أسرع وقت، بما يساهم فى خفض تكلفة الإنتاج، الأمر الذى يعود على سعر المنتج النهائى، محذراً من أن صناعة الدواجن فى طريقها لكارثة خلال الفترة المقبلة فى ظل ارتفاع أسعار صرف العملة فى السوق السوداء.
ويحذر "درويش" في حواره اليوم مع صحيفة الوطن: «نحن مقبلون على كارثة كبيرة فى تربية الدواجن، وأحذّر من كارثة الشتاء المقبل، وخاصة شهر فبراير، إذا استمر العجز فى مواجهة الأمراض، وعلى رأسها «إنفلونزا الطيور»، نتيجة عدم وجود الأمصال وعدم وجود خريطة وبائية حتى الآن، مما يهدد بانتهاء وتدمير هذه الصناعة.
ويضيف رئيس اتحاد المنتجين أن صناعة الدواجن أصبحت صناعة خاسرة، وفى العام الواحد نخسر دورتين ونكسب دورة واحدة فقط، فالوسطاء هم الرابحون الوحيدون من تجارة الدواجن، وبالأرقام نبيع الدجاجة فى المزرعة ب15 جنيهاً وتصل للمستهلك بأكثر من 21 جنيهاً، رغم أنها تكلف المربى كثيراً.
ويعزو "درويش" هذا الانهيار إلى أزمة الدولار التي أدت بحسب تصريحاته إلى زيادة سعر الأعلاف 2000 جنيه خلال أسبوع لصعوبة توفير الدولار والاعتماد على السوق السوداء، وهو ما يهدد إنتاج الاعلاف التى تعتمد عليها المزارع فى تغذية الدواجن، وللأسف التحركات الحكومية لحل أزمة الدواجن لن تجدى نفعاً فى الوقت الراهن.
المزارع على وشك التوقف
ويتابع «نشرنا استغاثات فى الجرائد ومذكرة تضررنا فيها من عدم توفير الدولار اللازم لاستيراد خامات الأعلاف، فهناك توقف تام فى تدبير الدولار، وهو ما انعكس على صعوبة الاستيراد وتوفير احتياجات المزارع، كما أن مصانع الأعلاف على وشك التوقف وقطعان الدواجن بالمزارع على وشك التوقف بسب عدم توافر الأعلاف.
ويطالب "درويش" بسرعة توفير العملة الصعبة قبل حدوث الكارثة، فمنتجو الأعلاف لا يزال لديهم مخزون من الإنتاج، إلا أن نقص الدولار وصعوبة استيراد الخامات دفعتهم إلى رفع الأسعار، موضحا أن مصر تستورد حوالى 6 ملايين طن من الذرة الصفراء سنوياً وما بين 1.5 و2 مليون طن من الفول الصويا، وفى المقابل تقوم بزراعة ما يتراوح بين مليون و1.5 مليون طن من الذرة الصفراء محلياً.
ويطالب كذلك بسرعة إنشاء مصنع للقاح والأمصال فى مصر، كاشفا أن مصر بها مصنعان فقط لإنتاج اللقاح ولا تفى باحتياجات السوق، كما أن طول الفترة الزمنية لإنتاج اللقاحات يجعله غير ذى جدوى، ومع ارتفاع الدولار قفزت أسعار تلك الأمصال إلى 50% واختفت من الأسواق بما ساهم فى زيادة النافق.
«80%» من الدجاج المستورد مش حلال
ويبدي رئيس منتجي الدواجن أسفه لعدم وجود «أمن غذائى»، لافتا إلى أن الأسواق تعانى من الفوضى وعدم وجود رقابة، والدواجن غير المطابقة للمواصفات تباع فى الأسواق رغم انتهاء مدة صلاحيتها إما نتيجة لتكدسها فى الموانئ أو لتلاعب المستوردين فى صلاحيتها تحسباً للخسائر، أما فيما يتعلق بالأسواق الداخلية فإن التوابل كفيلة بإزالة كل شىء حتى فى السوبر ماركت والمحال الكبرى يوجد أخطاء شائعة لمن يقوم بفصل الكهرباء عن المجمدات، وتتكرر هذه العملية إلى أن تصبح الدجاجة غير ذات جدوى غذائياً، وبالنسبة للعملية الاستيرادية فهناك تلاعب كبير فى مدة الصلاحية والحصول على شهادة الحلال، و80% من الدجاج ينفق قبل الذبح وبعده يتم الصعق بالكهرباء.