لأن "خير أجناد الأرض" باتوا مشغولين بمصانع الألبان والمكرونة و"الشرطة" لم تصبح "في خدمة الشعب" وانشغلت بتلفيق القضايا للمعارضين وخارت قواها في التعذيب والقمع، لم يصبح هناك مجال بعهد الانقلاب لمكافحة جريمة كتجارة المخدرات، وأصبحت شوارع مصر مَعارض واسعة لتجارة السموم التي تخدر وتقتل شباب مصر، في تجارة وصلت إلى 45 مليار دولار؛ أي ما يعادل 51% من موازنة البلاد العامة. وذكرت شبكة المعلومات العالمية للمخدرات (جناد) أن مصر باتت في المرتبة ال12 بين أكثر الدول استخدامًا للحشيش، بينما أشار تقرير فرنسي إلى أن انهيار السياحة المصرية أعطى دفعة لتجارة الأفيون؛ حيث ترك بعض العاملين بقطاع السياحة أعمالهم لصالح تجارة المخدرات.
أرقام كارثية
وقالت وزارة صحة الانقلاب إن هناك "3 ملايين مصري مدمن للمخدّرات بكل أشكال التعاطي في 2015"، كما أصدر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، في أبريل الماضي، نسب تعاطي المخدرات بمصر وأكد أنها وصلت إلى 2.4 في المائة من السكان.
وأوضح تقرير الصندوق أن 80 في المائة من الجرائم غير المبررة تقع تحت تأثير تعاطي المخدرات، مثل جرائم الاغتصاب ومحاولة الأبناء التعدي على آبائهم، وأن نسبة التعاطي تزيد بين فئة السائقين 24%، والحرفيين بنسبة 19%، وتتصدر محافظة القاهرة قوائم المحافظات في عدد المدمنين بنسبة 33%، تليها محافظات الصعيد.
أفيون السياحة
وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية فى تقرير لها من سيناء: إن زراعة حقل واحد من الأفيون يأتي لكل فرد مشارك في زراعته حوالي 3000 دولار، وتبلغ مدة الزراعة 6 أشهر.
وقالت الصحيفة إن تدني نسبة إقبال السياح على مصر بشكل عام وسيناء بشكل خاص دفع كثيرين من البدو الذين اقتاتوا من السياحة قبل عام 2011 إلى اللجوء لهذا الطريق الوعر، في منطقة تعج بالمنتجعات المطلة على البحر الأحمر.
وبحسب تقدير البروفيسور هوبس بلغ عدد حقول الأفيون في سيناء عام 2010 حوالي 476 حقلاً، ويرجع ذلك إلى ملاءمة تضاريس ومناخ شبه جزيرة سيناء لزراعة الأفيون، فتربة سيناء لا تغمرها المياه، وتعمل جبالها بمثابة درع تحمى الحقول من الرياح، كما أنها توفر الحماية للخارجين عن القانون.
أمن المخدرات
وفي تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" في سبتمبر 2013، تحدث عن أن العلاقة التي تربط بين كبار مهربي الحشيش وقيادات الأمن المركزي هي التي أطاحت في نهاية المطاف بالرئيس المنتخب محمد مرسي بعد أن بدأ يضع يده على مكامن الأزمة في سيناء.
وأكد تقرير المجلة الأمريكية أن ما تشهده شبه جزيرة سيناء من توتر وعنف ليس له علاقة بالحرب على الإرهاب ولا بتذمر عشائر البدو هناك، بل بمصالح قادة قوات الأمن المركزي في حماية وحراسة طرق وممرات تهريب المخدرات.
وذكر التقرير أن قوات الأمن المركزي في سيناء تدر عشرات الملايين من الدولارات كأرباح "سرية" من بيع المخدرات والسلاح؛ حيث تتقاسم نسبة مئوية منها مع حلفائها في الجيش المصري.
ويمثل موقع مصر نقطة عبور لتجارة الهيروين والقنب من مناطق الإنتاج الرئيسية في جنوب شرق آسيا إلى الأسواق الأوروبية.
وعلى النطاق العالمي تعتبر أضعف النقاط في مصر بالنسبة لتجارة المخدرات هي الموانئ والمطارات وقناة السويس، فقد مر بالقناة 14600 سفينة عام 1997، ومن ثم يمكن أن تكون مصر منفذًا جنوبيًّا مهمًّا لتهريب المخدرات إلى أوروبا.