قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن بعض أهالي بدو سيناء كانوا يكتسبون رزقهم من النشاطات السياحية، ولكن بعد انحدار السياحة في مصر، لجأ بعضهم إلى زراعة الأفيون، في الوقت الذي يكافح فيه الجيش المصري تجارة المخدرات في شبه الجزيرة. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن مصر تسعى للقضاء على زراعة الأفيون في مهدها في سيناء، مضيفة أن الجيش أوقف الطرق لأحد حقول الخشخاش. وقابلت الصحيفة شابا بدويا يدعى محمد، ترك مهنته في السياحة، وزرع الخشخاش، وعلق التقرير على حالة محمد بأن البدو أمثاله كانت السياحة بالنسبة لهم "خبزهم" قبل الاضطرابات السياسية في مصر، ولكنه وغيره تحولوا إلى زراعة الخشخاش، والتي يعد وجودها في مصر خطرا للغاية، لا سيما أن الجيش إذا وجد حقلا مزروعا به يحرقه، والمزارعين لا يفقدون محصولهم فقط، ولكنهم قد يواجهون عقوبة الإعدام بتهمة الاتجار بالمخدرات. ولفتت الصحيفة إلي تداول الأفيون منذ العصور القديمة في مصر، ولكن زراعة الخشخاش هو تطور حديث. وقال جزيف هوبس أستاذ الجغرافيا في جامعة ولاية ميسوري وصاحب بحث حول ثقافة الأفيون في سيناء، إن زراعة الخشخاش في سيناء بدأت في بواكر التسعينيات، حتى ذلك الحين، تم تهريب الأفيون من سهل البقاع اللبناني، حيث بدأ الجيش السوري يضيق الخناق على مزارعي الخشخاش هناك. وأضاف الباحث أنه منذ ذلك الحين أضحت زراعة الأفيون تقريبا خالية من المخاطر، فيما خلقت ثورة 25 يناير 2011 فراغا أمنيا في عمليات ضبط المخدرات، موضحا أن كثرة مزارعي الخشخاش في سيناء لا يرجع إلى انهيار الشرطة في 2011 فقط، ولكن سقوط السياحة أيضا كان عاملا حاسما في ذلك.