عمران وإيلان وغيرها من عشرات الصور القاسية للطفولة في سوريا لم تعد إلا دافعًا للثوار لمزيد من الجهاد أمام جرائم النظام الأسدي وأعوانه، فقد واصل ثوار سوريا انتصاراتهم على الأرض السورية ونجحوا في ضم مناطق استراتيجية جديدة ، في حين طالبت صحيفة أمريكية بعدم إطالة الحرب السورية والسعي لإنقاذ الموقف. وقالت صحيفة "تايمز" الأمريكية اليوم السبت إنه يجب عدم ترك الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين يطيلان آلام سوريا بإرادتيهما، قائلة إن تعقيد هذه الأزمة يجب ألا يكون مبررا للعجز إزاءها، وأكد الصحيفة "يجب أولا وقف القتال" ووصفت المقترح الروسي بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد بأنه غير كاف.
وذكرت أن موسكو ربما تسعى للحصول على تنازلات في شكل تخفيف للعقوبات الغربية ضدها بعد غزوها شبه جزيرة القرم.
وقالت: إذا كان الأمر كذلك، فعلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف هذا الأسبوع أن يوضح له دون أي لبس وبعبارات أقوى مما اعتاد على استخدامها حتى الآن بأن الغرب لن يُبتز بالتهديد بمذبحة أخرى في الأحياء السورية.
وطالبت تايمز كيري أيضا بأن يحذّر موسكو من أن المزيد من القصف للمدنيين من قبل المقاتلات الروسية والسورية سيُعتبر جرائم حرب لا تسقط بمرور الزمن.
انتصار الثوار في "الراعي"
وقد سيطر الثوار على مدينة الراعي الحدودية بعد معارك شرسة مع تنظيم الدولة، وتمكن الثوار من استعادة المدينة بعد هجوم ضخم أُعد له جيدا شاركت فيه كثير من الفصائل الثورية. وقال القيادي في "نور الدين الزنكي"، أبو وائل، رئيس المكتب الأمني: "كل الفصائل شاركت دون استثناء لكن الفصائل الأبرز كانت فيلق الشام، والسلطان مراد، ونور الدين الزنكي، ومحمد الفاتح".
وقد سبق تحرير الراعي السيطرة على عدة قرى، فحسب أبي وائل: "حررنا عدة قرى قبل الراعي مؤخرًا، ومنها تل أحمر وتل شعير".
وتميزت معركة تحرير الراعي بالشراسة، إذ سيطر الثوار بداية على منطقة الصوامع لتبدأ معارك كر وفر، يقول أبو وائل: "سيطرنا ثلاث مرات مؤخرا على المدينة خلال ثلاثة أيام" إذ اتبع تنظيم الدولة تكتيك القناصين والمفخخات.
وأضاف أبو وائل: "تأخرُنا بالتقدم سببه الألغام والقنص"، وعن الإسناد الجوي من قوات التحالف الدولي، قال أبو وائل: "لم يكن ثمة لزوم للإسناد الجوي".
ومن بين الانتصارات ما بثه المكتب الإعلامي ل"تجمع فاستقم" التابع للجيش السوري الحر والمنضوي في غرفة عمليات "فتح حلب" ،وهو شريط فيديو، يظهر مقتل مجموعة من ميليشيات إيران إثر استهدافها بصاروخ موجه ، خلال محاولتها التسلل إلى الكلية الفنية الجوية في الراموسة.
كما يظهر الفيديو محاولة الميليشيات الشيعية مرة أخرى، سحب جثث قتلاها، ليتم أيضاً استهدافها بصاروخ موجه جديد، الأمر الذي أدى إلى تكبيد تلك الميليشيات خسائر بشرية كبيرة.
وكانت فصائل "جيش الفتح" وغرفة عمليات "فتح حلب" قد تمكنت من احباط محاولة جديدة لقوات الأسد والميليشيات الشيعية، لإعادة احتلال مناطق حررها الثوار مؤخراً في جنوب مدينة حلب.
وأفاد المكتب الإعلامي لحركة "أحرار الشام" الإسلامية في وقت سابق من يوم أمس، بمقتل عدد من عناصر الميليشيات الشيعية وقوات الأسد، بينهم ضباط خلال احباط "جيش الفتح" محاولتهم التقدم على محوري "الراموسة" والكلية الفنية الجوية، جنوب مدينة حلب، وذلك في محاولة جديدة لقطع طريق الامداد الوحيد إلى الأحياء الشرقية للمدينة.
17 شهيدًا
في الأثناء ، قتل سبعة عشر شخصًا على الأقل وعشرات الإصابات من بينهم أطفال ونساء جراء غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي على بلدة الغنطو وقرية السعن الأسود والزعفرانة في ريف حمص الشمالي .
واستهدف طيران نظام بشار المجرم ، ظهر الجمعة ، منازل المدنيين في بلدة الغنطو بعدة غارات جوية بالصواريخ الفراغية موقعاً أحد عشر شخصاً من بينهم أطفال رضع وعشرات الإصابات وغالبيتهم في حالة خطيرة ، وطفل آخر في قرية الزعفرانة وعدد من الجرحى، وهناك العديد من القتلى الذين تم دفنهم دون توثيقهم ، نتيجة ارتفاع عدد الضحايا بسبب الإصابات الخطيرة وازدحام النقاط الطبية وحالة الهلع والرعب بين الأهالي .
كما جدد جيش الأسد المتمركز جنوب وشرقي المدينة – جدد القصف مساءًا على ريف حمص الشمالي وبشكل كثيف مستهدفاً قرية السعن الأسود بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ ، تلى القصف غارات جوية لمقاتلات النظام وروسيا على المدينة ، وأسفر القصف عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم طفل ورجل مسن والضحايا هم ” الطفل سليمان عبداللطيف خشفة ، أحمد سليمان خشفة ، الحاج ابراهيم العلوش ، ابنه يحيى ابراهيم العلوش ، عبدالحليم خشفة ” .
إلى ذلك بث ناشطون تسجيلات مصورة لضحايا القصف ، تضمنت وداع أب لطفله ورجل مسن لفظ أنفاسه الأخيرة ، ومشاهد لأطفال قتلى ومصابين وازدحام كبير في المشفى الميداني .