"المتحدث العسكري يعلن" هي العبارة التي لن يخلو منها خبر يشير إلى مقتل "أبو دعاء الأنصاري" زعيم ما يسمى بتنظيم "ولاية سيناء" على يد قوات الجيش المصري، بديباجة أعتاد محررو الصحف وفضائيات الانقلاب وغيره تضمينها من أن "الجيش المصري نجح في قتل "أبو دعاء" و45 آخرين في عملية نفذتها قوات مقاومة الإرهاب جنوبي مدينة العريش"، في الوقت الذي لا يسمح فيه الجيش بدخول الصحفيين ومصوري الكاميرات لتغطية عملياته ولا حتى الصحف المنحازة للانقلاب. وهو المشهد الذي يعيد للأذهان أرقام أحمد سعيد، مذيع صوت العرب إبان حرب 1967، وشريكه في الأرقام محمد حسنين هيكل في صحيفة الأهرام يخدعون الشعب على مدار 10 ايام لإسقاط مدفعيتنا عشرات الطائرات الإسرائيلية! ويرى محللون سيناويون ومنهم عيد أبو مرزوقة، أنه "لا مصادر مدنية أو إعلامية من قلب الحدث تعزز مصداقية أخبار ينقلها المتحدث العسكري منفردا، لاسما أن غير مشفوعة بصورة أو فيديو". احتكار البيانات وكما تحتكر القوات المسلحة في ظل الإنقلاب، مفاصل الدولة، تحتكر أيضا، بيانات سيناء بكاملها فتفاجأ بأن الاستخبارات الأمريكية وفق خبر نشرته "فوكس نيوز" ونقلته عنها "روسيا اليوم" تعلن أن أبو دعاء الأنصاري، هو من فجر الطائرة الروسية، دون سابق إشعار بشخصيته أو أنه من بين المستهدفين، وكيف لعملية تقودها القوات المسلحة أن تعرفها الولاياتالمتحدة. الطريف أن الصحف الروسية، ومنها صحيفة "أر بي كيه" قالت بنفس الزعم من أن زعيم جماعة أنصار بيت المقدس المقتول هو "المسؤول والمنفذ الرئيسي لحادث إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، والتي راح ضحيتها 224 شخصا من بينهم 25 طفال و7 من أفراد الطاقم". رغم أن بيان الإنقلابي أحمد سمير المتحدث الرسمي باسم الجيش، على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، قال إن "قوات مقاومة الإرهاب نفذت العملية بالتعاون مع القوات الجوية بهدف توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل تنظيم أنصار بيت المقدس، وعدد من أهم مساعديه وتدمير مخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تستخدمها تلك العناصر بالإضافة إلى مقتل أكثر من (45) عنصرا إرهابيا وإصابة العشرات من التنظيم". دون أن يعلن مسئولية أبو دعاء المباشرة عن تفجير الطائرة، في وقت سبقت فيه تقديرات المواقع والصحف الأمريكية والروسية بإن أبو دعاء مفجر طائرتهم بيان "محمد سمير"!. سخرية النشطاء وعبر مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر، سخر النشطاء من البيان، وقال "بومجدي" متسائلا ".. ألا صحيح، هوبيت المقدس موجود بسيناء؟؟". وقالت "الليدي بهيجه" تعليقا على خبر "روسيا اليوم" "اووووو نوووووو طلع ابو دعاء هو ال فجر الطياره الروسيه؟". وقال الناشط أحمد العريني "متضامن مع أبو دعاء..حد يتصل بدعاء طيب.. شوف لنا صرفه احنا كده عندنا قصور بحثى". وكتب "عمرو الأول": "ابودعاء وابو ولاء وابوهناء وابوشيماء وفيحاء وليلة طويلة سعاتك". وتساءل ساخرا زياد "مين أبو دعاء ده كمان ؟ ملوش صورة طيب ؟ يلا ما هو محدش بيعد وراكوا، المرة الجاية وانتوا بتموتوه حطوا صورته عشان نعرفه". وكتبت "حلا_المرابطة"، إن "أبو دعاء الأنصاري شخصية اسطورية اخترعها السمكري المصري للتغطية ع فضيحة إصدار ولاية سيناء أمس وظهر فيها الجيش بيسف التراب اللي كان على الكم". وكتب حساب الحقوقي "احمد حلمى المحامى": "حتى السيناوية اللى هنا مش عارفين مين ابو دعاء؟؟"، وأضاف "انا بحسب معلوماتى البحثية اعرف أبوأسامة المصرى وكمال علام وفادى المنيعى .. مين ابودعاء ده بقى؟؟".