ما أشبه الليلة بالبارحة.. حيث قضى المواطنون الأتراك يومهم الثامن عشر بالشوارع، في مظاهرات "صون الديمقراطية"؛ لحماية البلاد من تداعيات الانقلاب العسكرى الفاشل، وهى نفس المدة التى قضاها المصريون فى ميدان التحرير لإزاحة مبارك إبان ثورة 25 يناير، قبل أن ينقلب العسكر مرة أخرى على ثورتهم فى 3 يوليو 2013. وكان الأتراك قد توافدوا إلى الساحات والميادين العامة في عموم البلاد؛ للمشاركة في التنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو الماضي، وللتعبير عن تمسكهم بالإرادة الشعبية والنظام الديمقراطي. ففي ولاية قسطموني شمال البلاد، تجمّع المئات من الأتراك في ميدان أتاتورك بمنطقة خان أونو، وبدأت المظاهرة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وأدعية على أرواح شهداء البلاد. كما شارك في المظاهرات- التي جرت في ولايتي دياربكر وبارتن (جنوب شرق)- عدد من المعوقين وأمهات يحملن أطفالهن الرضّع. وفي إسطنبول، شهدت عدة ساحات مظاهرات تنديد بمحاولة الانقلاب، بينها ميدان تقسيم الشهير وسط المدينة، وشارع وطن بمنطقة الفاتح، حيث يقع مقر مديرية أمن إسطنبول، وميدان قسقلي قرب منزل أردوغان، وحديقة "صاراج هانه" بالقرب من مبنى بلدية إسطنبول الذي تعرض للهجوم ليلة محاولة الانقلاب. كما شهدت مدن وبلدات تركية أخرى مظاهرات مماثلة، منها مدن صقاريا، وبتليس، وريزه، ويالوفا، وباليكسير، وأردنة، قرقلر إيلي، أسكي شهير، وأضنة، وهطاي، ومرسين، ومدن أخرى، حيث أعرب المتظاهرون عن رفضهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة، ودعهم للحكومة التركية المنتخبة. يشار إلى أن تركيا قد شهدت، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة "فتح الله جولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.