فيما يعتبر اعترافا رسميا بالفشل الاقتصادى للانقلاب، أكد خبراء "بنك الاستثمار بلتون" أن تعويما جديدا للجنيه سيكون من أبرز الإجراءات المصاحبة لاتفاق قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى مع الصندوق، مؤكدين فى ورقة بحثية صدرت أمس تحت عنوان "حانت ساعة الصفر لتعويم الجنيه"، أن التعويم هو الحل للحصول على قروض تنقذ الاقتصاد، وليس أى خيار آخر. وقال خبراء بنك بلتون، "نرى أن اتخاذ إجراء قبل وصول بعثة صندوق النقد ب48 ساعة سيكون بادرة جيدة جدا لإتمام مباحثات قرض النقد الدولي بنجاح، وتأمين الحصول عليه قبل نهاية العام". وكان صندوق النقد الدولي قد أعلن- فى بيان أمس- عن أن بعثةً ستزور القاهرة، يوم السبت المقبل، لبدء مناقشات البرنامج التمويلي الذي تقدمت مصر بطلبه رسميا، على أن يتم الإعلان عن نتائج هذه المناقشات في منتصف شهر أغسطس المقبل، وذلك بعد أيام قليلة من لقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى بعثة أخرى من البنك الدولى. وسجل الدولار مستويات غير مسبوقة من الارتفاع في السوق الموازية خلال اليومين الماضيين، ووصل إلى 13.10 جنيها في بعض الصفقات، وسط توقعات بخفض وشيك في سعر العملة المحلية، بعد تصريحات أدلى بها محافظ البنك المركزي قال فيها "إن سياسة الحفاظ على سعر الجنيه كانت خطأ فادحا". وكان محافظ البنك المركزي السابق بسلطة الانقلاب هشام رامز، قد بدأ في تطبيق سياسة للتخفيض المتدرج للجنيه مقابل الدولار، منذ نهاية 2012، وذلك بتحديد سعر العملة الأمريكية من خلال طرحها في مزادات للبنوك، لكن السوق السوداء كانت ترفع سعر الدولار بأكثر من الزيادات التي كان يمررها "المركزي" للسوق الرسمية. وبعد تولي طارق عامر رئاسة المركزي ببضعة شهور، سمح بخفض قوي للجنيه، حيث خفَّض يوم 14 مارس الماضي سعر صرف العملة المحلية إلى 8.85 جنيهات للدولار من 7,73 جنيهات، لكنه عاد ورفعه 7 قروش في عطاء استثنائي يوم 16 مارس، ليستقر عند 8.78 جنيهات للدولار. يذكر أن تعويم الجنيه يأتى وسط تحذيرات خبراء اقتصاديين من كوارث اقتصادية وسياسية واجتماعية، بعد موافقة قائد الانقلاب على خفض الجنيه أمام الدولار مؤخرا، مؤكدين حدوث قفزة كبيرة في الأسعار، وأن الانقلاب سوف يلجأ للقمع وإرهاب المواطنين لتقبل الأمر الواقع.