مأساة حقيقية يعيشها المئات من المختفين قسريا فى سجون الانقلاب، الذين وثقت العديد من المنظمات الحقوقية والتقارير الإعلامية طرفا من معاناتهم التى تتنافى مع الإنسانية والأعراف المجتمعية والقيم والمبادئ الدينية. وتشير العديد من شكاوى أسر المعتقلين- الذين كانوا ضحايا جريمة الإخفاء القسرى- إلى وجود سجن عسكرى يوضع فيه المعتقلون دون محاكمة بشكل سرى، ويعرف بسجن "العازولى"، حيث يتم إخفاؤهم قسريا وإنكار وجودهم، فى الوقت الذى تُرتكب بحقهم صنوف من التعذيب والتنكيل للاعتراف بتهم لا صلة لهم بها، تحت وطأة التعذيب البشع. وبيَّنت شهادات وشكاوى أسر الذين تعرضوا لهذه التجربة التى تتنافى مع آدمية الإنسان، تنوع صنوف التعذيب ما بين الصعق الكهربائي والضرب والتعليق بأجساد عارية لساعات طويلة، حتى يقدموا معلومات معينة أو يحفظوا اعترافات تملى عليهم، أو يفرج عن بعض منهم لعدم الحاجة إلى استجوابهم. ووثقت العديد من المنظمات الحقوقية تعرض العديد من المعتقلين الرافضين للانقلاب العسكرى والظلم والتنازل عن الأرض لصنوف من التعذيب، على أيدى السجانين داخل سجن العازولى، الذى لا يخضع لأى إشراف قضائى، فوفقا لشهادات من تعرضوا لهذه التجربة البشعة، فإن من يقوم ويشرف على التعذيب داخل هذا السجن السرى هم ضباط المخابرات العسكرية أو ضباط الأمن الوطنى، بإشراف من المخابرات العسكرية، حيث يستمر التعذيب حتى يحفظ الضحية اعترافات تملى عليه بالضلوع فى أعمال عنف وجرائم، ومن ثم يتم تحويلهم إلى جهاز الأمن الوطنى، ليرددوا ما انتزع منهم سابقا تحت وطأة التعذيب. كانت صحيفة الجارديان البريطانية قد نشرت- فى وقت سابق- تقريرا يوثق التعذيب الممنهج داخل السجن العسكرى السرى، المعروف بسجن العازولى، والذى اعتمدت فيه على إفادات من معتقلين سابقين، ومحامين، وناشطين في حقوق الإنسان وعائلات مختفين قسريا.