بدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جولةً في القارة السمراء عبر بوابة أوغندا التي أجريت فيها مراسم الاحتفال بالذكرى ال40 للغارة على مطار عنتيبي لتحرير طائرة «إير فرانس» الفرنسية التي اختطفتها مجموعة يسارية ألمانية - فلسطينية. واعتبر نتنياهو هذا المدخل تتويجاً لإسرائيل على رأس المكافحين ضد ما أسماه ب «الإرهاب» بعدما وصف عملية عنتيبي بأنها «رمز لمكافحة الإرهاب». وبدا واضحاً أن كل مراسم الاحتفال بذكرى عنتيبي ليست أكثر من استغلالٍ لفقر هذه الدولة الأفريقية، ولمستوى العلاقات المتدهورة بين الدول العربية والقارة السمراء.
في غضون ذلك أكد الكاتب الصحفي حلمي موسى في مقال على صحيفة "السفير اللبنانية" اليوم الثلاثاء، أنه ومعروفٌ أن إسرائيل أفلحت في مطلع الستينيات في إنشاء شبكةِ علاقاتٍ مميزة مع الدول الأفريقية التي كانت في بداية عهد تحررها من الاستعمار.
وكانت هذه العلاقات على وجه الخصوص مع الدول التي كانت ضمن المحور الغربي في معاداة الاشتراكية. لكن السياسة العربية عموماً، والمصرية خصوصاً، بدورها الفاعل في أفريقيا، أفلحت في تفكيك العلاقات الإسرائيلية - الأفريقية وصولاً إلى قطع هذه العلاقات نهائياً في العام 1973 إثر حرب تشرين. ولكن تراجع العلاقات العربية - الأفريقية وتنامي الدور الاقتصادي لإسرائيل في العديد من الدول الأفريقية، سواء في ما يتعلق بتجارة المواد الخام أو الصناعات العسكرية، أعاد إسرائيل إلى الواجهة.
وأضاف أن تضعضع مكانة إسرائيل الدولية جراء سياستها الاستيطانية والقمعية، قاد العديد من قادة اليمين إلى التفكير في تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، خصوصاً مع الدول التي يمكن شراء ذمة رؤسائها، أو مساعدتهم لدى أميركا.
وقد بدأ أفيغدور ليبرمان هذه السياسة حينما كان وزيراً للخارجية، في محاولة للإيحاء بأن الدولة العبرية لا تقيم وزناً لمواقف الدول الأوروبية، وللإشارة إلى أن بوسع إسرائيل شراء أصواتٍ في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ونتيجة هذه السياسة، وقفت دول أفريقية مثل نيجيريا مؤخراً إلى جانب إسرائيل أو ضد مشاريع قرارات عربية.
وقال نتنياهو ظهر أمس في مراسم عقدت في مطار عنتيبي إن العملية التي وقعت قبل 40 عاماً، والتي جرت فعلياً بالتعاون مع استخبارات العديد من الدول، وبينها أميركا وكينيا، كانت رمزاً لمكافحة الإرهاب.
وقال: «أنا متأثر للوقوف هنا كرئيس لحكومة إسرائيل، في المكان الذي حرّر فيه مقاتلو الجيش الإسرائيلي المخطوفين في قلب أفريقيا على بعد آلاف الكيلومترات من إسرائيل». ومعروف أن شقيق نتنياهو، يوني، لقي مصرعه في العملية، ولذلك قال إنه «متأثر جداً للوقوف هنا، في المكان الذي سقط فيه يوني كقائد لسييرت متكال، بعدما هاجم على رأس جنوده لتحرير المخطوفين».
وتفاخر نتنياهو الذي كان أقرب إلى من يضع الملح في جرح أوغندا حيث كان موجوداً ابن الرئيس الأوغندي حينها عيدي أمين. وقال: «إلى هنا وصل مقاتلونا في عملية لامعة لا مثيل لها في التاريخ. في اختطاف طائرة إيرفرانس إلى عنتيبي، بعد 31 عاماً من المحرقة النازية، حيث جرى التمييز بين اليهود وغير اليهود».
ولم يكتفِ نتنياهو بربط عملية عنتيبي بالمحرقة النازية، بل ربطها أيضاً بالهبة الشعبية الفلسطينية الجارية. وقال إن «الإرهاب ضد مواطني إسرائيل يحدث أيضاً في أيامنا هذه، بوحشية كبيرة».
أما الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني الذي تندرت حوله وكالات الأنباء أيضاً لمشاركته في الاحتفال، فألقى خطاباً قال فيه إن «النضال الوطني لا يبرر أبداً اللجوء للإرهاب». وأضاف أنه «في كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني لا بديل عن حل الدولتين»، مشدداً على أن إسرائيل ليست جنوب أفريقيا، نافياً عنها صفة التمييز العنصري.
ومعروف أن رحلة نتنياهو في أفريقيا تستمر حتى يوم الجمعة المقبل، وهو سينتقل من أوغندا إلى كينيا وبعدها رواندا، وفي النهاية سوف يصل إلى إثيوبيا. وحسب المخطط، سيلتقي نتنياهو في كل واحدة من هذه الدول مع زعمائها ومع رجال دين يؤيدون إسرائيل، وأيضاً مع رجال أعمال.
وكان نتنياهو قد أعلن وقت صعوده إلى الطائرة في مطار اللد: «إنني أخرج الآن في زيارة تاريخية في أفريقيا». واعتبر أن الزيارة «ستبدأ بلقاءات قمة مع زعماء من سبعة دول أفريقية سيصلون خصيصاً إلى عنتيبي لإجراء هذه اللقاءات، ولاستقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى منذ عشرات السنين على أرض أفريقيا». ورؤساء الدول الأفريقية السبعة الذين استقبلوا نتنياهو في مطار عنتيبي استقبال الفاتحين هم رؤساء أوغندا، كينيا، رواندا، جنوب السودان، إثيوبيا، زامبيا وتنزانيا. وعقد كل هؤلاء لقاء مشتركاً في المطار.
وبحسب كلامه، فإن «لهذه الجولة أهمية كبيرة جداً، أيضاً من ناحية سياسية، اقتصادية وأمنية. أنا مسرور لأن إسرائيل ترجع لأفريقيا بشكل كبير»، مضيفاً: «إننا نفتح أفريقيا أمام إسرائيل من جديد».
فيما كشف الإعلامي زين العابدين توفيق عدة مفاجآت كبيرة عن زيارة بنيامين نتنياهو - رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى عدد من دول أفريقيا وبخاصة أثيوبيا.
وقال زين العابدين في تدوينة على "فيس بوك " اليوم الثلاثاء،: "نتنياهو راح أوغندا يحتفل مع الأوغنديين بالذكرى الأربعين لعملية عنتيبي لتحرير رهائن إسرائيليين اختطف فلسطينيون طائرتهم الى هناك. قوات كوماندوز إسرائيلية اقتحمت مطار عنتيبي الأوغندي وقتلت الخاطفين وحررت 100 رهينة وقتلت حوالي 40 جنديا أوغنديا. يوناتان نتنياهو (شقيق نتنياهو) كان قائد العملية وهو الوحيد اللي قتل من الجانب الاسرائيلي. طيب نتنياهو يحتفل ماشي إنما الأوغنديين يحتفلوا ليه بتاع ايه؟ المفروض انه ده غزو لبلادهم وانتهاك لسيادتها.
لكن الجنرال موسيفيني الرئيس الحالي زي اي حاكم عسكري ما يعرفش يعني ايه كرامة وطنية لانه معندوش حد يحاسبه، زي اللي عندنا اللي اعتبر النكبة استقلال اسرائيل وقال ان فيه ناس فرحت وناس زعلت. وكاننا ما كناش طرف أساسا. ما علينا".
وأضاف: "طبعا نتنياهو رايح افريقيا لأسباب كتيرة سياتي ذكرها لكن من ضمنها كسب أصدقاء في افريقيا التي ابتعدت عن اسرائيل بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية والمفروض إن إسرائيل هاتقدم خدمات كتير للدول دي في مجالات الزراعة والاتصالات والطاقة البديلة والاستخبارات مقابل دعمها في الاممالمتحدة ضد اللوبي العربي الإسلامي لا سيما فيما يخص فلسطين. والمفروض ان اللطخ موسيفيني بقى جزء مهم من المخطط ده.
لكن يشاء ربك ان اللي كتب له الخطاب لم يذكر كلمة اسرائيل ابدا ووضع مكانها فلسطين وبدل ان يتحدث عن التقارب الأفريقي مع اسرائيل كان يقول مع فلسطين لدرجة ان الإذاعة الإسرائيلية قطعت بث الخطاب. ولما جه متحدث باسمه يصلح الغلطة دي قال انها مش غلطة ولا حاجة لان هذه الارض كانت زمان تسمى فلسطين .
وتابع: "فعلا وما يعلم جنود ربك الا هو. طبعا فيه تململ في أوغندا من زيارة نتنياهو في الذكرى الأربعين لغزوة عنتيبي لانها تمس الكرامة الوطنية لكنها أصوات خافتة يتصدى لها عساكر الجنرال موسيفيني"، مضيفًا: "طبعا الحاكم السابق لأوغندا الجنرال عيدي امين اوي الخاطفين الفلسطينيين ورحب بهم ولم ينس نتنياهو في خطابه ان يشير الى ذلك حين قال ان أوغندا تحولت في أربعين عاما من دولة يحكمها رئيس يدعم الإرهاب الى دولة يحكمها رئيس يحارب الاٍرهاب".
وأردف: "كينيا طبعا تتمتع بعلاقات حسنة قديمة مع اسرائيل لكن اهم محطة في الزيارة هي أثيوبيا صاحبة أكبر سد في أفريقيا وهو سد النهضة الذي يهدد مصر تهديدا وجوديا إن هو اكتمل او هو انهار. فاكرين توفيق عكاشة اتفصل ليه من البرلمان المصري (هههه قال برلمان قال) ؟ لانه اجتمع مع السفير الاسرائيلي وطلب مساعدة اسرائيل في التفاوض مع إثيوبيا. طبعا هو عارف كويس ليه إسرائيل. المهم انه اتفصل لكن السيسي نفسه طلب نفس الطلب من نتنياهو. ليه؟ لان سد النهضة تقف وراءه إسرائيل. بل إن هناك طابقا كاملا في مبنى وزارة الري الاثيوبية يحتله خبراء من اسرائيل بشهادة خبراء ومسئولين ومفاوضين.
وأوضح زين العابدين أن أمن مصر المائي "ووجودها اصبح بيد نتنياهو او اي حكومة إسرائيلية" بحسب قوله. وتابع: "ماذا لدى نتنياهو كي يخطب وده الان قادة كثيرون في العالم العربي وفي افريقيا؟ نتنياهو في هذه الرحلة اصطحب معه 80 رجل اعمال يمثلون 50 شركة إسرائيلية. سيوقع هؤلاء الكثير من العقود في مجالات شتى وسيعرض نتنياهو الخبرة الإسرائيلية في الزراعة والري وتحلية المياه وفي الاتصالات لكن بضاعته الأهم التي اصبح بها صانع ملوك في الشرق الأوسط تتمثل في أمرين :اللوبي الصهيوني في أمريكيا الذي وفر غطاء ل"الانقلاب العسكري" - بحسب تعبيره - في مصر وسيمثل غطاء لكل طامح يريد ان يغتصب سلطة ليست من حقه او يبقى في سلطة لا يليق بها او حتى يليق بها لكن يخشى ان يكون ضحية طامح جديد.
وقال زين العابدين إن هذا اللوبي هو الذي سهل لأثيوبيا مثلا دخول مجلس الامن مع مصر والسنغال" . واستكمل: "المعلومات الاستخباراتية التي يملكها الموساد عن المؤامرات التي تحاك هنا او هناك ضد هذا الحاكم او ذاك والاهم عن الاٍرهاب والخصوم المحليين ويبدو انها معلومات كثيرة ولها زبون في منطقة مضطربة في مرحلة تحول. هذا ينطبق على افريقيا ايضا مع تنامي تهديد حركة الشباب وبوكوحرام فضلا عن ثقافة الانقلاب التي لم تبرح القارة بعد. لا أقول ان نتنياهو لاعب وحيد فهناك الإنجليز والفرنسيون والامريكان والصينيون والإيرانيون لكنه أصبح لاعبا بارزا ومعلنا وقد نجح فيما فشل فيه العرب. وربنا يستر من اللي جاي".