قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي خلال تعليقه على حادثة المنيا بتعرية سيدة الكرم، إن حالة من استباق الأحداث بشكل متعمد قد حدثت وملأ المدونون مواقع التواصل الاجتماعى بالتعليقات الذكية والغاضبة، فمن قائل إن ضبط النفس لا يكفى لأن ضبط الجناة مطلوب أيضا، وقائل إن الشرطة تقاعست عن إطفاء نار الفتنة، ولو كان الغاضبون قد هتفوا ضد السيسى لسارعت إلى قمعهم وردعهم، في الوقت الذي تعددت كتابات "المغردين" الذين ذكروا أن الشرطة وجناح البلطجية التابع لها اعطوا المجتمع دروسا عديدة فى التحرش وهتك أعراض النساء، سواء ممن اشتركن فى المظاهرات أو كن من زوجات المتهمين فى بعض القضايا السياسية. وأضاف هويدي أن الأزمة يفترض لها أن يكون شأن الدولة وليس شأن الكنيسة، موضحا أن للكنيسة أن تتضامن مع رعاياها، لكن السلطة هى التى ينبغى أن تدافع عن مواطنيها بقوة القانون وحزمه، كما يجب ألا ندفن رءوسنا فى الرمال، وندعى تارة بأن ما جرى جزء من المؤامرة الكونية ضدنا، أو أن الإخوان هم الذين اشعلوا نار الفتنة، لأن ثمة مشكلة مجتمعية يتعين الاعتراف بها والتعامل معها، فنحن الجناة ونحن المجنى عليهم. وأشار إلى أن قيام مجموعة من الناس بتوقيع العقاب على آخرين تأديبا لهم أو انتقاما منهم يكشف عن ظاهرة مؤرقة تحتاج إلى دراسة وعلاج ولأنها تكررت سواء بالنسبة للأقباط أو رموز الشيعة المصريين، كما أنها تمثلت فى حالات قيام الأهالى بقتل أو صلب بعض اللصوص فأزعم بأنه لا تفسير لها سوى أنها تعكس تراجعا ملحوظا فى احترام القانون والثقة فى جدواه، وهذه الظاهرة من الخطورة بمكان لأنها تنذر بإشاعة الفوضى وتتنبأ بانحسار دور السلطة، إذ حين يتصور البعض بأن بوسعهم أن يحصلوا على حقوقهم بأيديهم فإن ذلك يلغى دور القانون والسلطة بصورة تدريجية، وإهدار قيمة القانون لا ينال من هيبة الدولة فحسب، وإنما هو خطوة باتجاه تفكيكها.
وأضح هويدي أنه من المفارقات أننا نكثر من توجيه تهمة إهانة المؤسسات والرموز والعمل على إسقاط الدولة للناقدين والمعارضين، دون أن تنتبه إلى أن إهانة الإنسان والعبث بالقانون هو ما ينال من هيبة الدولة ويهدد بإسقاطها، معنويا وأخلاقيا على الأقل، قائلا: "إن وجدت بين الناس فضائل شاعت، أو رذائل ومعايب تفشت وذاعت، ففتش عن الحكومة ودقق فيما تقول وتفعل، حتما ستجد ذلك الحبل السرى الذى يربط فيما بين الاثنين، حتى يتخيل إليك أنك بإزاء نهر واحد. السلطة منبعه والناس مصبه، وقد تقول مع من قال بأن المحكومين مرآة الحاكمين، وأن الناس بأمرائهم اشبه منهم بآبائهم".