لم يغب فجر يوم الفض إلا والآلاف محتشدون أمام المنصة ، يومنون على دعاء الدكتور صلاح سلطان ، وهتافات من قبيل "على الجنة رايحين شهداء بالملايين" على صوت البلتاجي وصفوت حجازي، وآيات من التثبيت من سورتي التوبة والأنفال بقراءة علماء الأزهر الشريف أمثال الدكتور عبدالرحمن البر وسلامة عبد القوي والثمانيني الدكتور جمال عبد الهادي.
وحتى المغرب .. كان المعتصمون صامدين أمام الهجمة الشرسة التي نظمها العسكر ضد آلاف العزل الذين لا يجدون إلا جهدهم وإيمانهم بالقضية التي ظلوا أكثر من 45 يوما يدافعون عنها .
وحين حل الفجر الذي يليه ، كانت الدماء تسيل في الميدان أنهارا .. حيث فاضت أرواح ، وأصيبت قلوب ، وسالت دموع غزيرة على حال الوطن الذي يقتل أبناؤه على مرأى ومسمع من العالم ، لأنه صرخ بأعلى صوته .. لا للانقلاب ، لا للعسكر ، نعم للحرية والشرعية .
وعلى بعد عدة كيلو مترات .. كانت هناك مذبحة أقل دموية بقليل .. حيث تكرر المشهد في ميدان النهضة ، الذي اشتعلت فيه حرائق البشر ، شاكية إلى الله قسوة قلوب أشخاص كانت قبل أيام تعطي التحية العسكرية للرئيس محمد مرسي ، إلا أنها كانت تخبيء السكين وراء ظهورها .. ولم يكن سكينا فحسب .. حيث كان جرينوف ، وسلاح آلي ، ودبابات ، وطائرات ..
قاوم الشباب العسكر حتى النهاية ، لم يستسلموا ، ولم يعرف الخوف مكانا إلى قلوبهم .. حتى سقط آلاف الشهداء ، رافعين رؤوسهم ، وشاكين إلى الله من غدر القتلة وإجرامهم . متوقعين أن ىلآلاف يحملون رسالتهم في تحرير مصر من الانقلاب العسكري .. وهو ما لم يخيب المصريون أملهم فيهم .
ورغم مرور الألف يوم ؛ إلا أن دماء الشهداء لم تجف ، وصراخ الثكالى لم يخفت ، وبكاء الأطفال لم يتوقف ، منتظرين جميعا الأخذ بالثأر من قادة الانقلاب الذين لم يراعوا في المتظاهرين السلميين إلا ولا ذمة .
طالع في الملف:
- مصعب الشامي أهدي العالم 500 صورة وثقت"مجزرة رابعة" - "الإخوان": لا تفريط في الشرعية ولن نخون الله في الثورة - 1000 يوم على المجزرة وزخات "الجرينوف" دفنت مع شهدائها - بالفيديو.. ممرات عسكر الانقلاب في "رابعة" لم تكن آمنة والجثث تملؤها - معرض للصور بأمريكا يشرح مجازر رابعة - مدير"هيومان رايتس": رئيس المخابرات المقال.. مهندس مذبحة رابعة - واشنطن بوست: جرائم السيسى فى رابعة تفوق جرائم إسرائيل فى غزة - ألف صورة لألف شهيد من شهداء مجازر الانقلاب الدموي - المتحدث باسم الطب الشرعي: مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة "كارثة"