تشعر النخبة العلمانية التي ساندت انقلاب 30 يونيو بأن ورقة "الجنرال" احترق معظمها، وان الرماد يتساقط من أطراف صورة السيسي، بعض هذه النخبة ومنهم الروائي علاء الأسواني، شعر بالندم ولو قليلاً، ليس لأنه أيد الانقلاب ضد رئيس مدني منتخب، محمد مرسي، بل لأن الانقلاب جاء بجنرال "اخرق" مثل السيسي! وقال الأسواني إنه يتعرض لتضييق أكثر مما كان عليه الحال في عهد المخلوع مبارك، ولم يذكر انه كان مطلق الجناحين في العام الذي حكم فيه الرئيس محمد مرسي، مضيفًا: "الصحف التي كانت تصر على وجودي توقفت ولا يتم دعوتي كثيرًا للظهور على التليفزيون".
ونكاية في السيسي استضاف صالون الأسواني، السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والذي شارك كضابط صاعقة في حرب 1973 وحصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، ودارت "حفلة" على شرف غباء الجنرال والبكاء على أطلال وطن.
الأسواني: أيدت الانقلاب!
وأكد الأسواني في حواره لصحيفة "لوموند" الفرنسية أنه لن يغادر مصر، قائلاً: "حتى الآن مُصر على البقاء في بلدي ولن أسكت"، وزعم: "أيدت تدخل الجيش لأننا كنا على شفا حرب أهلية، كانت الملايين من الناس في الشوارع، ولم يكن لدينا برلمان لحجب الثقة عن الرئيس محمد مرسي، والجيش قام بواجبه لكن لم أقل أبدا أن يصبح السيسي رئيسًا"!
وبالعودة إلى السفير "مرزوق" الذي استضافه صالون الأسواني، فقد كان كتب فى جريدة الأهرام حتى الأسبوع الماضي،ومنعت مقالته الأخيرة والتي كانت بعنوان "تيران وصنافير .. مصرية" .
وبحسب مراقبين من العنوان فحسب يمكن أن ندرك سبب المنع، ليس المقالة فقط ولكن المنع من الكتابة في "الأهرام" مرة أخرى، عقابا على نزاهته ووطنيته ورفضه أن يباع تراب بلده وشجاعته في الإعلان عن موقفه.
يقول احد الذين حضروا الصالون:" قال مرزوق فى بداية حديثه إنه قد صدم من التصريحات العديدة التي صدرت من بعض المثقفين المصريين تؤكد أن الجزيرتين سعوديتين"، وقال: "هكذا فى 24 ساعة فقط أكتشف هؤلاء دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتنقيب.. اكتشفوا أن جزءا من بلادهم ليس من ترابهم الوطني" .
وقال "مرزوق":" إنه ربما لأول مرة في التاريخ يقوم بعض نخب شعب بالدعاية المكثفة للتخلي عن ترابهم الوطني"، وذكر حقائق كثيرة تثبت أن الجزيرتين مصريتين بالقانون والتاريخ، منها أن السعودية لم تحتج - منذ إنشائها فى سنة 1932 وحتى الآن - لدى المنظمات الدولية أو حتى حين احتلت إسرائيل الجزيرتين مرتين.
حرب اليمن
مؤكداً أن السعودية في ظل حالة العداء المستعر، التي كانت بينها وبين مصر أثناء حرب اليمن في الستينات، لم تطالب مصر ولو لمرة واحدة باستعادة الجزيرتين، ولم تطلب اللجوء إلى التحكيم الدولي للفصل في هذا الموضوع.
وقال "مرزوق" :" لو كان هناك شك ولو واحد بالمائة في أن الجزيرتين سعوديتين، كانت إسرائيل قد رفضت عودتهما للسيادة المصرية طبقا لاتفاقية السلام سنة 1979 ، كما فعلت مع طابا ، خاصة وأن جزيرة تيران في غاية الأهمية للأمن القومي الإسرائيلي".
وأضاف:" فمضيق تيران هو المنفذ الوحيد إلى مضيق العقبة وبالتالى إلى ميناء إيلات الإسرائيلى .. وغلق المضيق أمام مرور السفن الإسرائلية فى سنة 1967 كان السبب الرئيسى فى اندلاع الحرب وهزيمة مصر واحتلال إسرائيل لكامل شبة جزيرة سيناء".
استفتاء على السيادة
وقال "مرزوق" :"إن جميع الوثائق التى يدعى البعض أنها تثبت ملكية السعودية للجزيرتين لا تساوى الحبر الذى كتبت به .. فهى مجرد مكاتبات دبلوماسية لا تثبت حقا ولا تنزع ملكية".
مشدداً: "لو كانت الحكومة المصرية تريد دليلا كافيا على ملكية الشعب المصري للجزيرتين .. فيكفى أن تنبش الأرض لتكشف عن رفات الجنود المصريين الأبطال الذين استشهدوا فى سبيل الدفاع عنها".
وأكد في ختام حديثة إن سلطات الانقلاب لا تملك اتخاذ قرار التنازل عن الجزيرتين مطلقا، ولا حتى باستفتاء شعبي، لأنه لا استفتاء على السيادة، ولأن الأرض ليست ملكا لهذا الجيل فقط وإنما لكل الأجيال القادمة.