قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن الشائعة التي نشرتها صحف الانقلاب على لسان والدة الشهيدة وزوجة أحد فرسان الثورة، محمد البلتاجي، أن طائرة رئيس الأركان (صهر عبدالفتاح السيسي) هبطت على أرض سجن العقرب (غوانتنامو مصر) والتقى خيرت الشاطر، وتفاوضا بشأن صفقةٍ، بموجبها يضحّي العسكر بالسيسي، في مقابل تضحية "الإخوان المسلمين" بالرئيس محمد مرسي، وتشمل الإفراج عن المعتقلين والمسجونين، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، ما هو إلا سيناريو لطيف على الرغم من غرابته، ويصلح لتهدئة النفوس الغاضبة. وأشار قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة- إلى أن صحيفة "الشروق" نشرت خبرًا آخر من الحجم الكبير، يقول إن عبدالفتاح السيسي قلق للغاية مما هو قادم في ال25 من إبريل الجاري. لذا استدعى قادة الأمن وشدد عليهم بأنه لن يسمح بتكرار ما جرى في يوم الجمعة الماضي، من تظاهراتٍ عارمة، هتفت "الشعب يريد إسقاط النظام"، وقالت للسيسي: ارحل أيها الفاشل، فمصر ليست للبيع، حتى أصدر السيسي بياناً مقتضباً وغامضاً، نفي فيه قصة اجتماع السيسي والأمنيين، من دون التطرّق إلى مضمون الرسالة، أو فحوى ما جرى، وهو أن السيسي لن يسمح بتكرار التظاهر ضده. وأوضح قنديل أن الروايتين تأتيان في سياق عمليات تخدير وامتصاص لغضب متصاعد، من خلال بعثرة الأوراق وخطف الناس بقصص وسيناريوهات، تفتح مجالاتٍ واسعة لسحب الشك والتخوين والتخويف، والتنويم على وسائد محشوّة بالحكايات السعيدة عن أن النظام يأكل بعضه بعضاً، وأن الأجهزة تتصارع وتتسابق في خدمة الثورة وتدليل الغضب. وأكد أنه في هذا المناخ المعبأ ببخار الشائعات والقصص، ليس أفضل من أن يواصل الثائرون الحقيقيون حشدهم لاستحقاق 25 إبريل، وهو الموعد الذي ضربه المبادرون إلى قيادة موج الغضب، لاستئناف ما انقطع من نضال ضد السلطة العاجزة، المفرّطة في الأرض، المنتهكة للعرض والحق في الحياة، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الفاصل الطويل طلبه من تصدوا لقيادة التظاهرات الأخيرة.