أكد د.سيف الدين عبدالفتاح -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن الاختفاء القسري والقتل تحت وطأة التعذيب فى دولة العسكر "على عينك يا تاجر"، مشددا على أن الشعار الذى رفعته وزارة داخلية الانقلاب بدعم مباشر من عبدالفتاح السيسي خلال تلك المرحلة الدموية فى عمر الوطن "تعالي خد جثة أبنك". وأضاف عبدالفتاح –فى حواره مع الإعلامي معتز مطر على فضائية "الشرق"- مساء الثلاثاء، أن المواطن المصري لم يكن يملك من أمره شيئا فى التعامل مع شعار السيسي؛ حيث يتوجه مكسورا لاستلاك جثة ابنه صامتا صاغرا، لتجنب أن تساومه الدولة الفاشية على جثمان ولده بعدما بلغت ذروة امتهان النفس البشرية. وشدد المحلل السياسي على أن الانقلاب عمد إلى ترسيخ هذا الشعار فى نفوس المصريين من أجل القبول باستلام جثث أبنائهم دون ضجيج، إلا أن العسكر وقع فى شر أعماله عندما ظن أن التعامل الفاشي مع الدم المصري الرخيص يصلح أن يكون بالمثل مع الدم الأجنبي، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة مع روما. واعتبر أن تصريحات وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني التى توعدت مصر بعواقب وخيمة على خلفية التلاعب بمسار القضية وافتقاد الشفافية فى التحقيقات، تعكس حقيقة الفارق الشاسع بين قيمة المواطن المصري ونظير الأجنبي، خاصة أن الأخير تنظر إليه بلاده باعتباره أحد أعمدة مصلحة الدولة العليا. وأشار إلى أن جراب العسكر يحتوي على الكثير من أجل تجاوز مثل تلك الأزمات على حساب الدولة المصرية، حيث كشف التعامل مع حادث مقتل السياح المكسيكيين والطائرة الروسية، كيف يلجأ السيسي إلى دفع تعويضات كبيرة من أجل تجاوز الغضب الغربي أو تقديم الكثير من التنازلات وفروض الولاء من أجل الحفاظ على المكاسب الضيقة.