ألقى مجهولون فجر الأحد، زجاجة حارقة باتجاه أحد المنازل في بلدة دوما جنوب شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، مما أدى إلى اندلاع حريق وإصابة صاحبه بالاختناق، في وقت تتجه الشكوك نحو تسبب المستوطنين بهذا الحادث. وأفادت شهود عيان أن مجهولين ألقوا زجاجة حارقة باتجاه منزل المواطن إبراهيم محمد دوابشة، وهو الشاهد الوحيد على جريمة حرق عائلة دوابشة قبل ثمانية أشهر على يد المستوطنين.
وأضاف شهود العيان أن الزجاجة الحارقة اخترقت نافذة غرفة نوم إبراهيم دوابشة، وأن الحريق أدى لاندلاع النيران في أجزاء واسعة من المنزل، مما أدى لإصابة صاحب المنزل بالاختناق، وجرى نقله لمستشفى رفيديا بنابلس.
ووصلت إلى المكان طواقم الإسعاف والدفاع المدني، وعملت على إخماد النيران وإسعاف سكان المنزل، كما وصلت قوات الاحتلال وبدأت باستجواب المواطنين.
ويرجح أهالي دوما أن يكون المستوطنون هم من يقفون وراء الجريمة الجديدة، خاصة وأن المستهدف هو الشاهد الوحيد على الجريمة السابقة التي راح ضحيتها الشهيد سعد دوابشة وزوجته ريهام وطفلهما الرضيع علي، وإصابة ابنهما أحمد الذي لا زال يخضع للعلاج.
مخابرات الاحتلال وقالت الصحفية من البلدة حياة دوابشة نقلا عن زوجة المواطن إبراهيم والتي أصيبت بالاختناق خلال احتراق المنزل، إن إبراهيم تعرض لتحذيرات من قبل مخابرات الاحتلال الذين طلبوا منه الحذر كونه الشاهد الوحيد على المجزرة.
كما أفادت أن العائلة منذ ثلاثة أيام تسمع أصواتًا وحركات غريبة حول المنزل، وتعيش في توتر بسبب ذلك.
وأفاد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في الضفة المحتلة، أن إحراق منزل إبراهيم دوابشة وهو الشاهد الوحيد على جريمة حرق عائلة سعد دوابشة، تم بنفس الطريقة والأسلوب، والمواد الحارقة المستعملة وطريقة سكبها واشتعالها داخل المنزل.
ونقل دغلس أن عائلة إبراهيم دوابشة نجت بأعجوبة من الموت حرقاً، بعد أن تمكن أفراد العائلة من الفرار من المنزل فور سماعهم لأصوات تحطيم الزجاج، فيما جرى نقلهم إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج إثر إصابتهم بالاختناق، مؤكدًا أن العائلة بخير وتم خروجهم من المشفى بعد تماثلهم للشفاء.
رسالة تهديد ويرى مراقبون أن لعملية حرق الشاهد الوحيد على جريمة دوابشة فجر اليوم دلائل عدة من بينها أن هذا هو بيت الشاهد الوحيد على جريمة حرق عائلة دوابشة وهي بمثابة رسالة تهديد مباشرة للشاهد بالعدول عن آرائه أو عدم السماح له بالمثول أمام أي لجنة قضائية تبت في القضية السابقة.
ويضيف أن عملية الحرق فجر اليوم تأتي بشكل متزامن مع انعقاد جلسة محاكمة "عميرأم هلئيل" وهو المتهم الرئيس في حرق عائلة دوابشة، وبالتالي فإن ذلك يمثل حالة من التكتيك الذي يقوم عليه الإرهاب الصهيوني، ويتضمن رسالتين.
أولى هاتين الرسالتين، محاولة دفع الاتهام عن المنفذ الرئيس للعملية السابقة، والرسالة الثانية أنه مهما تمت محاكمة أعضاء في مجموعات التلال الصهيونية فإن هذه المحاكمات لن توقف ممارساتهم كون فتية التلال هي صناعة اليمين المتطرف الرسمي والحزبي بدليل أن الحاخامات هم أنفسهم الذين يأمرون صباح مساء بقتل الفلسطينيين.