بعد الفشل في توفير السلع الأساسية كتب - جميل نظمي بعد الفشل الذريع في لجم الغلاء الذي يضرب أسعار الفذاء في مصر في الفترة الأحيرة، تسبب فشل الشركات القابضة التابعة لوزارة التموين في توفير السلع الأساسية في الأسواق، في أزمة كبيرة داخل أروقة وزارة التموين، انتهت أمس باستقالة 28 قيادة بالوزارة. وأصدر خالد حنفي -وزير التموين والتجارة الداخلية بحكومة الانقلاب- قرارًا بتعين 28 رئيس مجلس إدارة، وعضو منتدب جديد في 28 شركة من الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، والبالغ عددها 43 شركة. وقالت مصادر بالوزارة لوسائل إعلامية: إن أزمة نقص السلع التموينية هو السبب فى حركة التغييرات. يذكر أنه في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة المواطنين من ارتفاع الأسعار وندرة تواجد السلع التموينية، حققت شركات القابضة للصناعات الغذائية أرباحًا العام الماضي، بقيمة 6 مليارات جنيه من جيوب المواطنين، الذين تطحنهم ارتفاعات الأسعار في السوق الخاصة وفي المجمعات الحكومية. ووفق الإحصاءات، بلغت قيمة حجم إنتاج الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية عن العام المالي 2014-2015 حوالي 31 مليارًا و500 مليون جنيه مقابل 25 مليارًا و400 مليون جنيه العام الماضي، بزيادة قدرها 6 مليارات و100 مليون جنيه. وأعلنت اليوم، وزارة التموين والتجارة الداخلية، أن استقالة اللواء إبراهيم حسانين رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية وبعض القيادات الأخرى ليس بها أى غموض، وأن الأمر ليس له علاقه بالعمال أو أى أختلاف في وجهات النظر، وهو ما يكشف حجم الأزمات التي تشهدها وزارة التموين. وكانت تقارير حكومية رصدت أزمة نقص السلع التموينية بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، وتزايدت شكاوى المواطنين بعدد من محافظات الجمهورية، بسبب تأخر صرف السلع التموينية. وشهدت محافظة الإسكندرية نقصًا شديدًا فى سلعة الأرز التموينية، وقال محمد فتحى الحلاج، رئيس نقابة البدالين التموينيين المستقلة بالإسكندرية، في تصريحات إعلامية: إن نقص السلع التموينية الشديد أوقف حال البدالين وتسبب فى حالة من السخط بين الأهالى والمواطنين الذين قاموا بصب غضبهم على البقالين. مضيفًا "هذا الشهر تسبب فى خسائر كبيرة للبقالين بسبب نقص السلع التموينية مثل الأرز والزيت، والحال اتوقف"، فيما يواصل عجز كميات الزيت بنسب تجاوزت 30%. وفي كفر الشيخ، تعددت شكاوى الأهالى من نقص المقررات التموينية، خاصة الزيت والأرز والمكرونة، وتقدم عدد من الأهالى بشكاوى للإدارات التموينية، كما تقدم عدد من التجار بشكاوى للغرفة التجارية بكفر الشيخ. وقال محمد على أحمد "مدرس": "توجهنا للبدال التموينى فلم نجد المقررات التموينية، وانتظرنا أكثر من 10 أيام كاملة فى انتظارها، ولم تصل، وتقدمت بشكوى لإدارة التموين بمركز قلين، وكان الرد أن المقررات التموينية لم تصل وهناك نقص فيها. وأضافت ليلى محمد سعد "ربة منزل": "نضطر لشراء الزيت والأرز وعدد من السلع من المحال، ولا نصرفها من البدال التموينى لعدم وجودها، وهذه ليست المرة الأولى، ولا نعرف لمن نشكو هذا الإهمال". وتسيطر حالة من الغضب والاستياء على الأهالى بمحافظة الشرقية، بسبب عدم صرف السلع التموينية حتى بعد منتصف شهر فبراير الجاري. وأكد الأهالى أنهم لم يستلموا الحصص الشهرية من السكر والزيت، إضافة للسلع الغذائية "بدل نقاط الخبز"، ويضطرون للشراء بأسعار السوق لكونها سلعا أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، مما شكل إرهاقا ماديا عليهم. من جانبه، أكد حمدى الشربينى، مدير مديرية التموين بالشرقية، أن الأزمة فى معظم المحافظات، وليست فى الشرقية فقط، لافتا إلى أنه يتواصل مع تجار الجملة لتوزيع السلع التموينية على البقالين التموينيين منذ يومين لصرفها للمواطنين. وتبقى المخاطر الأكبر لم تأتِ بعدد، بعد تراجع احتياطات العملة الأجنبية في البنك المركزي لحد الخطر، الذي لا يمكن توفير السلع الأساسية لأقل من ثلاثة شهور!!