ما بين عشية وضحاها تحولت الطرق فى مِصْر من الوضع المنهار فى محاولة من الدولة لتقليل حوادث الطرق، إلى شبكة متماسكة لا تقل عن تلك التى تتغنى بها ألمانيا أو إمارة دبي، فى واقع لا يمكن أن تخطئه الأرقام وحصاد الوفيات والمصابين فى حوادث مأساوية وضعت مصر على رأس قائمة ضحايا كوارث الطرق سنويا. ومع فشل قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي فى تنفيذ ما وعد به قبل عامين ونيف بتطوير شبكة الطرق والكباري فى مصر "عشان تمسك البلد كده"، تفاقمت حواث الطرق على نحو غير مسبوق حتي أنه لم يعد تمر ساعة دون تداول أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع كارثة مرورية هنا أو هناك. وفى محاولة لتبرير زيادة الحوادث وتمرير عجز الانقلاب، زعم رئيس هيئة الطرق -فى تصريحات صحفية- أنه كلما ازاد سوء حالة الطريق قل عدد الحوادث، لأن الطرق "المكسرة" تجبر السائق على تخفيض سرعته ومن ثم تقل نسبة الحوادث، مشيرا إلى أن 5% فقط من حوادث الطرق سببها حالة الطريق. وأضاف "اللواء" عادل ترك -رئيس هيئة الطرق والكبارى- إن حوادث الطرق فى مصر سببها عدم انضباط السائقين وقائدى المركبات وعدم التزامهم بتعليمات المرور، موضحا: "الحوادث عندنا سببها عدم الانضباط أو الشبورة المائية". تصريحات رجل العسكر فى الهيئة المدنية أثارت موجة من السخرية والجدل على نطاق واسع، ما دفع المتحدث باسم الهيئة العامة للطرق والكباري عبد العزيز أحمد، على تحريف تصريحات "ترك"، مشيدا بعمليات الترقيع التى تتم فى كافة الطرق والشوارع منذ استولي السيسي على السلطة وأحالت المرور فى مصر إلى ساحة أشبه ب"لعبة السيارات المتصادمة". وأضاف أحمد –فى مداخلة عبر برنامج «السادة المحترمون» على فضائية «أون تي في»- مساء الاثنين، إن الطرق التي يتم إنشائها في مصر تتفق مع المعايير العالمية، ولا تقل عن الطرق الموجودة في ألمانيا أو دبي، زاعما أن الوزارة تراعي كافة عوامل الأمن والسلامة في الطرق الجديدة التي يتم إنشاؤها، وأنها تسمح بكافة السرعات العالية على الطرقات الجديدة بالتنسيق مع المرور.