تصيب تصريحات المسئولين في وزارة النقل الكثير من المصريين بالصداع والغثيان، فلا يكاد يمر يوم منذ عدة شهور حتى تسمع أو تقرأ تصريحا لمسئول بالوزارة يؤكد زيادة سعر تذكرة المترو إلى الضعف؛ مبررين ذلك بأن الهيئة القومية لمترو الأنفاق تعاني من خسائر شهرية تقدر ب 20 مليون جنيه هي الفارق بين الموارد والمصروفات. فهل هذه التصريحات صادقة بالفعل؟ وهل هذه الأرقام صحيحة؟ وهل خلت هيئة المترو من الفساد والنهب رغم أنه يعشش في كل مؤسسات دولة العسكر منذ عقود طويلة؟! في هذا التحقيق نناقش التصريحات ونفندها ونثبت للقارئ بالأدلة والبراهين كذب المسئولين كعادتهم، وأن أرقامهم غير صحيحة، وأن حجم النهب شهريا يقترب من 50 مليون جنيه في هذا المرفق الحيوي. إلحاح على زيادة سعر التذكرة فى خطوة تمثل تمهيدا لزيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق أبرزت كل وسائل الإعلام المقروة والمسموعة والمرئية تصريحات أحمد إبراهيم، المتحدث الرسمي لوزارة النقل، يوم السبت الماضي بل وكل يوم أنه ستتم إعادة النظر فى سعرها الحالي والذى لم يتغير منذ عشر سنوات بحسب تصريحاته. لافتا إلى أن السعر الحالي لا لا يغطى تكلفة التشغيل بعيدا عن قطع الغيار أو شراء القطارات الجديدة وأن الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل سوف يطرح الأمر برمته على مجلسى الوزراء والنواب لاتخاذ القرار المناسب وأنه يجب أن تكون هناك حلول سريعة قبل وصول هذا المرفق المهم إلى مرحلة ترتفع معها فاتورة إصلاحه. وأوضح إبراهيم أن إدارة مترو الأنفاق بذلت مجهودا كبيرا لتنمية موارده وأن إجمالي الإيرادات 52.26 مليون جنية شهريا شاملة بيع التذاكر والاشتراكات والإعلانات بينما إجمالي المصروفات 72.76 مليون جنية شهريا شاملة الأجور والمرتبات وتكلفة التشغيل والصيانة والكهرباء. مبينا أن حجم الخسائر شهريا تصل إلى 20 مليون جنيه. وفي مداخلة هاتفية على قناة “الحياة” فى برنامج “الحياة اليوم” مع الإعلامية “لبنى عسل”، يبرر المتحدث الرسمي باسم الوزارة إلحاحهم على ضرورة زيادة أسعار تذاكر المترو أنه أرخص وسائل النقل فى مصر، مشيراً إلى تعرضه لخسائر من جراء ذلك، مضيفاً أن زيادة سعر التذكرة جنية واحدة، سيؤمن تغطية عجز الهيئة وخسائرها. كما أكد على وصول عجز مترو الأنفاق شهرياً إلى 20 مليون جنية، إلى جانب عدم وجود احتياطي لتغطية التشغيلات اليومية، منوهاً إلى عدم تأثر اشتراكات الطلبة والموظفين بهذه الزيادة. عدد ركاب المترو يوميا في بحثنا حول عدد ركاب المترو يوميا وجدنا أن موسوعة ويكيبيديا في ملفها عن مترو الأنفاق تقول إنهم 3.6 مليون شخص يوميا يستخدمون خطوط المترو. وتؤكد صحيفة الشروق في تقرير لها يوم السبت 5 من أكتوبر 2013 أن يوم الأربعاء السابق على هذا التاريخ وصل عدد ركاب المترو على الخطوط الثلاثة إلى (4 ملايين و250 ألف) راكب يوميًا، وذلك في أكبر رقم يسجله المترو منذ إنشائه، بحسب ما كشفه أحدث تقرير للشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو. واستند تقرير عدد الركاب - بحسب عبدالله فوزي، رئيس شركة المترو – إلى ماكينات التذاكر في كل محطة، الذي أشار لجريدة “,”الشروق“,” الصادرة اليوم السبت، أن الأربعاء الماضي كان اليوم الأكثر كثافة بداية من الساعة السابعة صباحًا حتى السادسة مساءً. أما الهيئة القومية للأنفاق تقول تحت عنوان «تطوير الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة الكبرى»: «تيسيراً على ركاب الخطين الأول والثانى لمترو أنفاق القاهرة الكبرى والذى يصل عددهم يومياً إلى ما يقرب من 3.5 مليون راكب / يوم فقد وضعت الهيئة القومية للأنفاق مشروعات تطوير الخطين الأول والثانى بالاشتراك مع الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو فى أولى اهتماماتها..». وفي تقرير للشروق تم نشره أمس الأحد 31 يناير 2016 تحت عنون « «النقل»: إعادة النظر في سعر تذكرة المترو.. والأعطال أقل من نسبتها العالمية» صرح المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن المترو ينقل سنويا مليار مواطن يقول نصا « وانتقد المتحدث باسم الوزارة بعض الإعلاميين الذين لا يتذكرون مترو الأنفاق إلا حينما يحدث فيه عطل، ويتناولون الأمر على أنه ظاهرة عامة وينسون أو يتناسون أنه ينقل مليار راكب سنويا». وهو ما يعنى أن المترو ينقل شهريا حوالي 83 مليون مواطن. حسبة بسيطة وبضرب هذا الرقم 83 مليون مواطن شهريا في 1 جنيه سعر كل تذكرة فإن الناتج سوف يصل إلى 83 مليون جنيه كل شهر إيرادات أسعار التذاكر فقط وهو ما يغطي كل تكاليف الهيئة التي تصل بحسب المسئولين أنفسهم إلى 72.76 مليون جنية شهريا، يزيد أكثر من 10 ملايين جنيه كل شهر .. فأين تذهب هذه الأموال إذًا؟!! أما لو حسبنا أن معدل الركاب اليومي 3.5 مليون راكب بحسب الهيئة القومية لمترو الأنفاق نفسها فإن الرقم يتزايد حتى يتعدى 100 مليون جنيه سنويا هو فقط سعر التذاكر المباعة كل شهر للمواطنين في حين أن المسئولين بالوزارة يقولون إن إجمالي الإيرادات 52.26 مليون جنية شهريا شاملة بيع التذاكر والاشتراكات والإعلانات، ما يكشف أن حجم الفساد يصل إلى 50 مليون جنيه شهريا يتم نهبها لتدخل جيوب العصابة والمافيا المتحكمة في البلاد بالحديد والنار.