لم يعد لأقدم جامعة فى الشرق الأوسط "القاهرة" موطئ قدم فى المراكز الخمس الأولي لأفضل الجامعات العربية، بعد أن خرجت من المنافسة تماما على الصعيد العالمي، في ظل تردي المنظومة التعليمية فى مصر تحت الحكم العسكري وتفرغ دولة السيسي لسن قوانين أمنية لحصار الطلاب وكبت الحريات داخل الحرم الجامعي بدلاً من بحث ودراسة سبل النهوض بالمنظومة الفاشلة. وفي ظل التراجع المصري حصدت الجامعات السعودية نصيب الأسد من حيث جودة التعليم الجامعي في ظل ميزانية البحث العلمي غير المحدودة من أجل تطوير التعليم، فى مقابل انحصار البند نفسه في الميزانية المصرية من أجل زيادة مخصصات ثالوث الانقلاب "الجيش والشرطة والقضاء" لحماية الحكم العسكري وترك باقي مفاصل الدولة تحت نير الفساد والخراب.
مؤسسة "تايمز هاير إيديوكيشن" البريطانية -المتخصصة في تصنيف أفضل الجامعات العالمية- كشفت حالة التردي الذي أصاب التعليم فى مصر؛ حيث حلت جامعة القاهرة مع الرأفة في المركز الثامن من أصل 15 جامعة شملتهم التصنيف الصادر عن عام 2015، فيما تربعت جامعة الملك عبدالعزيز على عرش أفضل جامعة في الوطن العربي.
تراجع "القاهرة" انسحب بطبيعة الحال على باقي جامعات "دولة السيسي"؛ حيث خلت القائمة من الجامعات المصرية باستثناء "الإسكندرية" التي حلت في المركز السادس كأفضل مرتبة لجامعة مصرية، و"قناة السويس" التي قبعت في المركز ال13، فيما اختفت تمامًا جامعات عين شمس والأزهر وحلون والجامعات الأجنبية في مصر.
المؤسسة البريطانية وضعت ترتيب الجامعات العربية، على النحو التالي" "جامعة الملك عبدالعزيز- الجامعة الأمريكية في بيروت- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- جامعة الملك سعود- جامعة الإمارات- جامعة الإسكندرية- الجامعة الأمريكية في الشارقة- جامعة القاهرة- الجامعة الأردنية- الجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا- جامعة مراكش- جامعة قطر- جامعة قناة السويس- جامعة السلطان قابوس- جامعة محمد الخامس في الرباط".
وسيطرت جامعات المملكة على 3 مراكز فى قائمة الخمس الأفضل على الصعيد العربي؛ حيث أشار التصنيف إلى أن المملكة الأفضل أداء تعليميا على مستوى الوطن العربي، وفقًا للبيانات الأخيرة التي تم جمعها في التصنيف الأخير 2015 -2016 لأفضل جامعات العالم.
وأوضح التصنيف أن أحد أسباب نجاح المملكة يعود إلى المستويات العالية في الإنفاق على قطاع التعليم، إذ تستقبل الجامعات المصنفة ما معدله المتوسط 733.069 دولارًا من الدخل المؤسساتي لكل عضو من طاقمها، والذي يعدّ ثالث أعلى دخل عربي بين الثماني دول عربية التي تمكنت من دخول التصنيف، فيما يقارب معدل الجامعات المصرية على هذا المعيار بما قيمته 101.317 دولار.
وكشفت البيانات أن "الجامعات السعودية منخرطة بشكل واضح في التعاون مع الجامعات العالمية في مشروعات بحثية مهمة ومحورية، كما أن المؤسسات الأكاديمية أطلقت إستراتيجيات مدروسة للارتقاء بتخصصات محددة لمستويات الجامعات العالمية الرائدة، وعدلت بنيتها الإدارية للتركيز والتأكيد على جودة التدريس والتعلم".
ويأتي التصنيف الكاشف بالتزامن مع قرارات شامخ السيسي بمنع النقاب داخل الجامعات، وتوسع نفوذ شركات الأمن الخاص داخل الحرم الجامعي لمنع نشاطات الطلاب، وحل اتحاد طلاب مصر بقرار سيادي لمواجهة فشل قائمة الأجهزة الأمنية، فضلا عن فضائخ تسرب أسئلة الامتحانات وعلمنة المناهج التعليمية مع طمس ما يدلل على الهوية داخل المنظومة التعليمية، وحرق الكتب أمام أعين الطلاب، وغيرها من الممارسات الفاشية التي تجسد حالة الفشل المسيطر على السلطة الحاكمة.