أثارت زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان إلى القاهرة قبيل أيام من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، علامات الاستفهام حول دور المسؤول الأمني القادم من واشنطن فى إدارة المشهد الداخلي لمواجهة التظاهرات المرتقبة، وتوجيه السلطة العسكرية بما يخدم مصالح الإدارة الأمريكية ويحقق أعلى درجات الحماية للكيان الصهيوني. الزيارة الغامضة التى جاءت فى مجملها خلف الأبواب المغلقة على مدار 48 ساعة، تزامنت مع تعالى الأصوات الداعية إلى الاحتجاج فى ميادين وشوارع مصر فى ذكري الثورة ضد الحكم العسكري، لتشكف بجلاء حالة الفزع التى تسيطر على سلطات الانقلاب والتى استدعت تدخل رأس الاستخبارات الأمريكية من أجل الوقوف على تطورات المشهد وآخر استعدادات جناحي الانقلاب "الشرطة والجيش" للتعامل مع الحراك المرتقب. الإعلامي محمد ناصر حاول اختراق كواليس الزيارة الغامضة عبر ربط الأخبار المتعلقة باجتماعات مدير المخابرات الأمريكية على طريقة "البازل" ومحاولة قراءة ما بين السطور، مشيرا إلى أن برينان اطلع خلال الزيارة على "معلومات عن نوعيات متطورة من الأسلحة وصلت لعناصر مسلحة في مناطق شمال سيناء"، وهي المناطق التي ينشط فيها تنظيم الدولة. وتساءل ناصر –عبر برنامجه على فضائية "مكملين"- ما هي أحقية قائد الانقلاب فى إطلاع المسئول الأمريكي على أدق تفاصيل التسليح فى تلك المنطقة أو غيرها، والأهم لماذا جمعت السيسي جلسة سرية مع مدير ال CIA فى غياب كافة المسئولين بالدولة باستثناء مدير المخابرات العامة. وأضاف مذيع "مكملين" أن السيسي لم يكتف فقط بإطلاع القادم من واشنطن على التسليح فى سيناء، وإنما وقف على كافة المعلومات التى تخص سير التحقيقات في حادثة سقوط الطائرة الروسية التي تبناها تنظيم الدولة قبل نحو شهرين، تحت لافتة تعزيز التعاون الأمني بين البلديم وتعزيز الشراكة مع القاهرة، والتعرف على الرؤية المصرية في القضايا ذات الاهتمام المشترك. ونقل ناصر عن –مصادر مقربة من سلطة الانقلاب- أن برينان والسيسي وفوزي أجروا جلسة مباحثات مغلقة في قصر الرئاسة دون الكشف عن فحوى المباحثات، عاد خلالها قائد الانقلاب لاستجداء واشنطن من أجل حمايته من السقوط المرتقب على وقع الغضب الشعبي المتنامي ضد سياسات العسكر. وربط بين لقاء برينان مع السيسي، واجتماعه "الغامض" مع مجدى عبد الغفار -وزير داخلية الانقلاب- من أجل استعراض عدد من الموضوعات الأمنية ذات الاهتمام المشترك، والوقوف على آخر تحضيرات الجهاز الأمني لمواجهة الحراك الثوري ومخططات تأمين النظام المركزي وقمع المظاهرات. وأطلع عبدالغفار ضيفه الأمريكي على جهود مليشيات الانقلاب فى مواجهة تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين والمناهضين لحكم العسكر، زاعما أن الفاشية الأمينة فى التعامل تأتي ضد محاولات زعزعة الاستقرار وتعطيل جهود الدولة للنهوض بالبلاد وتحقيق أمن المواطنين اجتماعيا واقتصاديا. وسخر ناصر أمام تلك الأخبار المتعلقة بزيارة برينان فى دولة "المبني للمجهول"، من محاولات بعض الأقلام المحسوبة على النظام العسكري من الحديث عن مؤامرة "صهيوأمريكية" تحاك ضد الوطن من أجل دغدغة مشاعر المواطن البسيط، مشيرا إلى أن هؤلاء المنبطحين فى صحيفة "الأهرام" –لسان الانقلاب- يبدو أنهم لم يقرأوا تلك الأخبار المتعلقة باجتماعات المسئول الأمريكي البارز مع رأس السلطة وذراعه الأمني.