أعلن السفير التركي في قطر، أحمد ديميروك، أن بلاده ستنشئ قاعدة عسكرية في قطر في إطار اتفاقية دفاعية تهدف إلى مساعدة البلدين على مواجهة "الأعداء المشتركين". وقال السفير التركي أحمد ديميروك -في مقابلة مع الصحافة، الأربعاء: إن ثلاثة آلاف جندي من القوات البرية سيتمركزون في القاعدة، وهي أول منشأة عسكرية تركية في الشرق الأوسط، إلى جانب وحدات جوية وبحرية ومدربين عسكريين وقوات عمليات خاصة. وأضاف ديميروك، أن القاعدة "متعددة الأغراض" وستكون في الأساس مقرًّا لتدريبات مشتركة، ويتيح الاتفاق لقطر خيار إقامة قاعدة لها في تركيا. وتابع السفير: "تواجه تركياوقطر مشاكل مشتركة، وكلانا قلق للغاية بشأن التطورات في المنطقة والسياسات الغامضة للدول الأخرى.. إن التعاون بيننا مهم للغاية في هذا الوقت الحرج بالشرق الأوسط". وقال ديميروك: إن مئة جندي تركي موجودون حاليا في قطر لتدريب الجيش القطري، ولم يذكر متى سيتم الانتهاء من بناء القاعدة التركية الجديدة. وأضاف: "إننا اليوم لا نبني تحالفًا جديدًا بل نعيد اكتشاف روابط تاريخية وأخوية"، في إشارة إلى الإمبراطورية العثمانية التي امتدت قبل انهيارها عام 1920 من شرق أوروبا إلى الخليج. من جهته، قال جان مارك ريكلي، وهو أستاذ في كينجز كوليدج بلندن، ويدرس في كلية الدفاع الوطني بقطر: "على ضوء فك الارتباط الأمريكي مع الخليج فإن ما نشهده هنا هو تنويع للحلفاء المحتملين". وتابع ريكلي: "إذا كانت هناك دولة صغيرة كقطر فإن من مصلحتها استضافة عدة حلفاء على أرضها؛ لأن ذلك يوفر لها ضمانة أمنية غير مباشرة من الحليف.. كما أنه يزيد تكلفة أي هجوم محتمل على المعتدي". ويعزز إنشاء القاعدة -الذي نصت عليه اتفاقية وقعت عام 2014 وصادق عليها البرلمان التركي في يونيو- شراكة تركيا مع قطر في وقت يتصاعد فيه انعدام الاستقرار في المنطقة. وقدمت قطروتركيا دعمًا لمقاتلي المعارضة السورية، كما أطلقتا جرس الإنذار من تنامي النفوذ الإيراني بالمنطقة، كما أدان البلدان تدخل روسيا لصالح القوات النظامية السورية. وتوجد في قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العديد؛ حيث يتمركز نحو عشرة آلاف فرد، رغم تراجع الاهتمام الأمريكي الملحوظ بالمنطقة.