اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادرة، اليوم الخميس، أن التحدي الأكبر الذي يواجه البيت الأبيض حاليًّا من جراء عرض الفيلم المسيء للنبي محمد، والذي أنتجه أمريكيون ومصريون مقيمون داخل الولاياتالمتحدة، ينبع من الاحتجاجات التي تشهدها مصر وليست ليبيا. وأوضحت الصحيفة- في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني- أنه على الرغم من تسليط الضوء على المشاهد والصور المروعة التي تظهر الاعتداء العنيف الذي استهدف مقر القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية، وأسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز، وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية داخل ليبيا، غير أن إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما تنازع حاليًّا احتمالات أن يكون تحديها الأكبر- على المدى البعيد- يكمن في القاهرة وليس ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أنه وقبل بضع ساعات من اندلاع الاحتجاجات ووقوع الاعتداء على مبنى القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي، حاصر عدد من المحتجين والمتظاهرين مقر السفارة الأمريكية في القاهرة. ورأت أنه على الرغم من أن احتجاجات القاهرة لم تسفر عن مقتل مواطنين أمريكيين، بيد أن رد الفعل الفاتر من قبل الحكومة المصرية حيال هذا الشأن، حسب وصف الصحيفة، تسبب في مزيد من القلق والتخوف لدى المسئولين في واشنطن، الذين يربكهم أيضًا المسار والسياسات التي تعتزم حكومة الرئيس مرسي إنتهاجها. ولفتت الصحيفة إلى أنه بينما أشار الرئيس أوباما في كلمته، أمس الأربعاء، إلى محاولة السلطات الليبية مساعدة الأمريكيين في حماية مقر البعثة في مدينة بنغازي، لم يجد الرئيس الأمريكي ما يسره كثيرًا في رد الفعل المصري حيال محاصرة المحتجين مقر السفارة الأمريكية في القاهرة، مشيرة إلى أن مصر تعد هى ثانى أكبر مستقبل للمعونات الخارجية الأمريكية بعد إسرائيل، والتي يصل حجمها سنويًّا إلى نحو 2 مليار دولار أمريكي.