بين عشية وضحاها تحولت بطولة العالم للإسكواش من دليل على صلابة دولة العسكر وثقة العالم في منظومة الانقلاب، ومؤشر على الخطوات الواثقة التي تسير بها دولة 3 يوليو، إلى مؤامرة كونية ضد الوطن ومحاولة من اللوبي الصهيوماسوني لعرقلة مسيرة التقدم وإحراج عبدالفتاح السيسي الذي لم يعد يحتمل مزيد من الصفعات. البطولة التي بدأت العد التنازلي للانطلاق من القاهرة بعد أيام قليلة، ضربها في مقتل انسحاب 11 دولة من المشاركة لعدم الثقة في منظومة الأمن المصرية، التي كشفت عن ترهلها الفاضح في حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء أواخر أكتوبر الماضي، وفضحت العجز والتواطؤ المتفشي داخل أروقة الشرطة. توالى الاعتذار عن المشاركة في البطولة من جانب اتحادات أكابر اللعبة، بعدما انطلقت كرة الثلج من بريطانيا لتأخذ في طريقها فرنسا وألمانيا وأمريكا وكندا وفنلندا والمكسيك وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وكولومبيا، أجبر الاتحاد الدولي للعبة على تأجيل البطولة ودراسة سحب التنظيم من دولة العسكر. وباتت تلك هي المرة الأولى التي يلجأ فيها الاتحاد الدولي للاسكواش، إلى الإقدام على تأجيل بطولة العالم لفرق الرجال، والتي كان من المقرر أن تنطلق في الفترة من 12 إلى 18 ديسمبر الجاري، بعدما رضخ صاغرًا لتلك اللافتة التي رفعتها الدول ال11 "دواعٍ أمنية". اتحاد الأسكواش كشف- في بيان صحفي- أنه قرر بعد دراسة متأنية تأجيل البطولة لعدم منطقية أو جدوى إقامتها دون هذا العدد الكبير، مشيرًا إلى أنه أبلغ الاتحاد المصري برغبته في تأجيل البطولة لانسحاب الفرق التي أعلنت عدم مشاركتها لوجود مخاوف أمنية لديها تمنعها من السفر إلى مصر. وشددت الدول ال11 على عدم ثقتها في منظومة العسكر الأمنية، خاصة وأن التحقيقات التي رافقت سقوط الطائرة الروسية كشفت عن اختراق منظومة المطارات الأمنية، وتسلل عبوة ناسفة إلى متن طائرة أجنبية أدت إلى مقتل 224 راكبا، فضلا عن استخدام أدوات مزيفة لكشف المتفجرات، مع الخوف من الحالة الأمنية السلبية فى مختلف المدن المصرية في ظل الخلاف السياسي الحاد والرفض الشعبي للحكم العسكري. راما تشاندران -رئيس الاتحاد الدولي للاسكواش- أبدي انزاعه الشديد حيال إقامة البطولة، حيث تم إسناد التنظيم لمصر كبديل عن دولة الكويت التى اعتذرت عن استضافة البطولة بسبب تعليق اللجنة الأولمبية الدولية لعضويتها بسبب التدخل الحكومي في عمل الاتحادات الرياضية، قبل أن يتسبب عدم الثقة فى الأمن المصري ليشكك فى مصير المسابقة العالمية هذا العام. عاصم خليفة -رئيس الاتحاد المصري للاسكواش- بدوره، أعرب عن استياءه من تأجيل البطولة، مشددا على أن مصر أنهت كافة الترتيبات اللازمة لانطلاق البطولة في موعدها الأسبوع المقبل، زاعما أن السلطات المختصة تمتلك القدرة على تأمين جميع المشاركين وكبار الضيوف. وتسول خليفة الاتحاد الدولي من أجل تحديد موعد آخر لإقامة البطولة في مصر وعدم سحب التنظيم، مشيرا إلى أنه يدرك الاضطرار لتأجيل البطولة لأجل غير مسمى لعدم إمكانية إقامتها بما تبقى من الفرق. إلا أن الحديث عن التأجيل، دفع المنبطحين فى دولة العسكر إلى اللجوء إلى ذات العبارات المستهلكة حول نظيرة المؤامرة التى تحاك ضد الوطن المغتصب من كافة شياطين الأرض، وهي النظرية التى تبناها سيد القماش -عضو مجلس إدارة اتحاد الاسكواش، زاعما أن اللوبي الأمريكي الأوربي يتآمر على مصر بتنفيذ مخطط لتشويه صورة البلد أمام العالم وضرب استقراراها المزعوم. وزعم القماش -في تصريحات أبرزها موقع "عربي 21"- أن اعتذار الدول عن عدم المشاركة في بطولة العالم لم يكن وليد الصدفة، بل يأتي في إطار "الغيرة" والحقد تجاه اللاعبين المصريين الذي حققوا في الفترات الأخيرة نجاحات هائلة على مستوى البطولات العالمية، وتصدر اللاعبين المصريين التصنيف الدولي للعبة بشكل دائم، لذلك أيقن اللاعبون الأجانب أنهم سوف يخسرون البطولة إذا أقيمت في القاهرة فأعلنوا انسحابهم بحجة المخاوف الأمنية. ومسئول الاتحاد المصري عاد ليكرر ذات العبارات التى تلاك على ألسنة العسكر عقب كل نكبة تضرب الموطن جراء ما كسبت ممارساتهم، فشدد على أن مصر لن تركع لأحد أو تستسلم لتهديدات الغرب الذي يريد تدمير البلاد. تأجيل بطولة الاسكواش تعد ضربة جديدة لمصداقية دولة السيسي عالميا، خاصة بعدما فشلت المنظومة الرياضية فى إقناع الدول المنسحبة بالعدول عن قرارها، ليعلن الاتحاد الدولي للعبة المضرب أن الصورة الذهنية الراسخة عن دولة العسكر خارجيا أنها أصبحت غير آمنة، ويزيد من تبعات إحجام السياح عن خوض مغامرة فى بلد بوليسي حتى النخاع.