تساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل "ماذا سيقول ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، لزوجته سامنثا، وبنتيه نانسي وفلورينس وولده آرثر، حين يعود إلى المنزل في المساء، بعد أن يستقبل جنرالاً وصل إلى السلطة سيرًا فوق جثث نحو 3 آلاف شخص، ثم اعتقل وسجن نحو خمسين ألفًا آخرين، لتأمين سلطته؟!". وأضاف قنديل اليوم الأربعاء خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد": " لنساعده بعض الشيء، يمكن للسيد كاميرون أن يحكي للزوجة والأبناء قصة آمال محمد، الأم التي تركتها سلطات سجون عبد الفتاح السيسي نهبًا للسرطان، حتى تعفن ثديها، وماتت من دون أن يروي حكايتها أحد، إلا الصغيرة سناء سيف التي خرجت، أخيرًا، من السجن، حيث أمضت شهورًا، بلا تهمة، سوى أنها شاركت في تظاهرة لرفض قانون سنّته حكومة السيسي، يجعل من التظاهر السلمي جريمة". وأشار قنديل إلى رواية سناء بأنه كان من المفروض أن يستأصلوا لها الثدي، لكي لا يعاود السرطان الانتشار، غير أن أحدًا لم يسأل عنها، حتى تعفن صدرها، حتى إن المسكينة انزوت في ركن فوق سريرها، تأبى أن تقترب، أو يقترب منها أحد، حتى تذكروها أخيرًا، فقرروا تخليصها من الثدي، لكن بعد أن كان الأوان قد فات، واستفحل السرطان اللعين، حتى وصل إلى الدم. ونوه إلى رواية سناء بأن "السجن مليان ستات زي آمال، بس أنا مش هقدر أحكي عنهم بالتفصيل، لأنهم جوا وكلامي ممكن يؤذيهم".. حكاية حزينة وموجعة ومقبضة، لا تصلح حدوتة يقصها السيد كاميرون على الزوجة والأبناء، بعد العودة من استقبال "جنرال مصر العظيم".