توعد المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" المملكة العربية السعودية برد قاسٍ في حال ما وصفه بإهانة الحجاج الإيرانيين، وعدم تسليم جثث من قضوا في حادثة تدافع "منى". جاء اتهامات خامنئي في كلمة له، اليوم الأربعاء، خلال حفل تخريج طلاب من الكلية الحربية البحرية بمدينة نوشهر -حسب وكالة الأناضول-؛ حيث اتهم السعودية بعدم القيام بواجباتها فيما يتعلق بحادثة تدافع "منى". وقال خامنئي: "إن السعودية لم تف بواجبها من أجل نقل الجثث، وإيران ضبطت نفسها حتى الآن من أجل ما وصفها بالأخلاق الإسلامية، ولحماية الإخاء في العالم الإسلامي، ولكن فليعلموا أنهم سيواجهون ردًا قاسيًا وعنيفًا من إيران، في حال تعرض عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين والجثث في مكة والمدينة المنورة، لأي إساءة صغيرة". وذكر المرشد الأعلى أن السلطات السعودية اختلقت مشاكل في مسألة إرسال الجثث إلى إيران، مضيفًا: "ينبغي للعالم الإسلامي وبلدنا التحقيق في الحادثة". وكان حادثة تدافع الحجاج في منى قد وقع أول أيام عيد الأضحى بمشعر "منى"؛ ما أدى إلى مقتل 769 حاجًا وإصابة 934 آخرين. كانت البعثة الإيرانية أولى بعثات الحجّ التي أعلنت عن سقوط ضحايا من مواطنيها في حادث التدافع في "منى"؛ حيث أكدت في البداية وفاة 85 حاجًا إيرانيًا، ليبدأ العدد في التصاعد إلى أن استقر عند 131 حالة وفاة، كأكثر الدول تضررًا من الحادث. وتعالت أصوات إعلامية تتهم الحجاج الإيرانيين بالتسبب في حادث التدافع أملا في إحراج السعودية أمام العالم الإسلامي إلا أن التحقيقات لم تنته بعد لإثبات صحة هذه الاتهامات من عدمها. وتشهد العلاقات السعودية الإيرانية توترات كبيرة جراء الصراع الإقليمي الذي يأخذ بعدا طائفيا بسبب ما تراه المملكة أطماعا إيرانية في المنطقة الإسلامية وتدخلات سافرة في شئونها من أجل دعم النفوذ الشيعي في كل من سوريا واليمن ولبنان إضافة إلى البحرين.