قال المهندس حاتم عزام القيادي بحزب الوسط إن "الإخوان المسلمون" فصيل وطني متجذر في نسيج المجتمع المصري، لا يمكن ولا يعقل محاولات الفصل بينهما، وسعي وزير الدفاع المنقلب لاجتثاثهم بالقتل والحرق والاعتقال والتصفية الجسدية سيبوء بالفشل الذريع، لكنه يعمق جرحا اجتماعيا غائرا سيبقى بعد سقوط انقلابه العسكري، وحتى يستعيد الضحايا وأهلهم حقوقهم، وأتمنى وأدعو الله مخلصًا ألا يمتد بعد هذا كثيرًا. وشدد عزام على أنه لن تنجح ثورة مصر من دون الإخوان ولن تنجح بالإخوان وحدهم، كما يجب عدم تركهم وحدهم يخوضون هذا الفصل المهم من فصول معركة تحرر وطني تهدف بالمقام الأول إلى إنهاء نظام يوليو العسكري، والذي لا ينفصل عن كونه من مخلفات الاستعمار المباشر لتستمر التبعية للقوى العظمى المهيمنة بشكل غير مباشر، وبدء مرحلة بناء مجتمع مدني ديمقراطي مؤسساتي سليم يكون الشعب فيه هو صاحب الكلمة والاختيار والمساءلة. ووجه عزام في مقال له نشر اليوم الاثنين بموقع "عربي 21" رسالة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قال فيها: ألا يعلم هذا وزير الدفاع المنقلب؟! بلى يعلمه. فلماذا إذًا يمارسه إلى حد الوصول به، وبتعريف القانون الجنائي الدولي، إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية كاضطهاد ممنهج على أساس سياسي وفكري لأي منتمٍ لتنظيم الإخوان المسلمين: قتل وحرق وتصفية جسدية واعتقال ومصادرة أموال وتحريض إعلامي وفصل من الوظائف وإغلاق جمعيات مجتمع مدني. و و و ..؟! مكارثية وعنصرية تعيد للأذهان نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا!. وتابع: ليس هناك أدنى شك، من واقع التاريخ ودلالات السياسة واستنتاجات المنطق، في أن المجتمع المصري لو كان قد أفرز أكثرية نسبية من فصيل فكري وسياسي مغاير، كالاشتراكيين الثوريين على سبيل المثال، لكان الاشتراكيون كلهم أول من يتبوأ قائمة الإرهاب بتعريف الانقلاب العسكري.. هذا ليس افتراضًا جدليًا لسلوك سلطة عسكرية منقلبة على الديمقراطية وتمارس جرائم ممنهجة ضد الإنسانية، فقد حدث هذا بالفعل في الأرجنتين والبرازيل وشيلي ودول أمريكا اللاتينية إبان الانقلابات العسكرية المماثلة هناك؛ فاليسار الذي كان يستحوذ على الأكثرية النسبية حينها في تلك الدول، كان على رأس قوائم الإرهاب من قبل الجنرالات العسكريين الذين قادوا تلك الانقلابات، إلى أن استعاد اليسار وضعه الطبيعي في تلك المجتمعات بعد سقوط الانقلابات العسكرية ومحاكمة قادتها. وقال إن بيان الاشتراكيين الثوريين وبيانات حركة 6 أبريل الأخيرة أدركت هذا جيدًا، وهو تطور ووعي ونضج جيد يحتاج البناء عليه بخطوات عدة لاستعادة بناء كتلة وطنية حرجة تمثل التنوع المصري وتتشارك على مبدأ استعادة الديمقراطية والتصدي لهذا الحكم السلطوي العسكري المستبد الفاسد الذي يتغذى على انقسام من تشاركوا في ثورة يناير.. ويسعى دوما لتفتيتهم. وأوضح أن إعادة الحديث عن انسحاب الإخوان من مواجهة الانقلاب العسكري لا تخدم سوى الاستقرار التام للحكم العسكري المستبد الفاسد، بل ومباركته، كما أن أمن مصر المجتمعي ووضعها الإقليمي سيتأثران تأثرًا بالغ الخطورة بمثل هذا الطرح النظري، فمن ناحية سيفتح هذا المجال، إن حدث، لقوى راديكالية متشددة ترى الإخوان فصيلاً علمانيًا متسيبًا ينبغي القضاء عليه لتتمدد هي، ناهيك عن إخلاء الساحة أمام تمدد إيراني يتوغل في المنطقة العربية بشكل بات لا يحتمل اللبس، وليس ببعيد عن مصر، إضافة إلى الخطر الأكبر المحدق على بوابة مصر الشرقية من قوى الاحتلال الصهيوني متأهبة. كما توجه بتحية إجلال لكل الأحرار خلف قضبان الاستبداد، بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم، على تضحياتهم الغالية، وتحية إلى الرئيس محمد مرسي الذي لولا موقفه الرافض لانقلاب الثالث من يوليو العسكري لم يكن ليبقى للثورة من أمل، وسلام على أسماء البلتاجي وشيماء الصباغ وأخواتهما وإخوانهما من الشهداء، ووداعا لنخب انفضحت أو أصابها العطن والعطب، فلم نعد نرى من أحسنهم حالا إلا عويلا خافتا باهتا لا يناسب أفعال الرجال. واختتم قائلاً: التحديات أمامنا أكبر كثيرًا جدًّا من أخطائنا مجتمعة، وثورتنا توحدنا.