في مثل هذا اليوم 14 أغسطس 2013، قامت جرافات وميليشيات الانقلاب بأكبر مجزرة دموية في تاريخ مصر الحديث، في ميادين رابعة والنهضة ومصطفي محمود، وغيرها من ميادين مصر. عبد الباسط العطفي "38 سنة/ مهندس كهرباء" ابن مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة، أب لأربعة أطفال، سهيلة 12 سنة، وسلمان 10 سنوات، وأحمد 8 سنوات، وأفنان سنتين. كان العطفي "وتد خيام" أوسيم في اعتصام ميدان النهضة، فلما قامت ميليشيات السيسي بفض المعتصمين بالقوة وأحرقت بعضهم في حديقة الأورمان المقابلة لجامعة القاهرة، وحاصرت البعض في مبنى كلية الهندس، اتجه عشرات الآلاف من ميدان النهضة إلى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين بالجيزة. اتجه العطفي إلى ميدان مصطفى محمود، وهناك هاجمتهم ميليشيات السيسي المسلحة التي ورد ذكرها في تسريب السيد البدوي، وجاءت المدرعات والميليشيات وأطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع بغزارة، حتى أصابت إحداها رأس العطفي فأردته شهيدا كما طلب. آخر كلمات الشهيد تروي أخت الشهيد ماجدة أن آخر كلمات الشهيد، صباح يوم الفض، وهو متجه إلى ميدان مصطفى محمود، أنه قال: "اللهم إن كنت تعلم أني ما خرجت إلا في سبيلك وابتغاء مرضاتك اللهم فاتخدني شهيدا عندك". وتؤكد أخته أنه صدق مع الله فاتخذه الله شهيدا كما طلب. كيف استقبلت الأسرة استشهاده؟ تروى أخته ماجدة أنها تلقت من صديقة لها اتصالا أزعجها، ولكنها لم تصرح لها بشيء، وتشير إلى إحساسها في هذه اللحظة: « صوتها مش مريحنى.. بس ربما من هول الموقف خلاص تمام سلام». وتعترف بأنها تعرضت لشبه خروج عن الوعي لمده عشر دقائق.. ثم تفيق على صوت أمها وأولاد أخيها مفزوعين... فتسألهم: :فيه إيه؟" فيرودون عليها: «عبد الباسط اتصاب في راسه». فتحاول تهدئة أبناء أخيها، مشيرة إلى أن أباها وابن عمها وهي وأمها خرجوا مسرعين للوصول إلى المستشفى، رغم أنهم لا يعرفون أي شيء وأين يوجد أخوها.. ثم يأتيها اتصال من نفس الأخت التي نصحتها بأن ترجع بأمها لأنه خلاص "تعنى أنه مات".. فترد «خلاص.. يعني إيه؟!». فيأتيها صوت الأخت: «البقاء لله.. خدي أمك وارجعي علشان الدنيا كلها واقفة ومتبهدلهاش". "كانت مفاجأة وصدمة كبيرة فهو الأخ الوحيد على 4 بنات". وتستطرد بعد سماع نبأ استشهاده :«صمت وتفكير.. هعمل إيه؟.. فتقرر العودة بأمها. "رجعنا البيت قابلت سلمان" ابن الشهيد عمره 10 سنوات » على الباب.. الذي بادر بسؤالها: عمتو.. بابا متصاب بس وهيكون كويس صح؟. أيوه يا حبيبي...إن شاء الله هيكون كويس.. أما بالنسبة لزوجة أخيها فكانت قد فوضت الأمر لله بحسب نص تدوينتها، وقالت لهم: «بكل رضا ..خلينا عقلانيين.. الإصابة في الجمجمة.. يعني الوضع صعب»..وطلبت منهم الدعاء حتى جاء الخبر اليقين باستشهاده هو والأخ محمد فتحي شعبان ابن أوسيم أيضا. وكان الشهيد عبد الباسط العطفي مهندس كهرباء، من أكفأ المهندسين، حتى إنه سافر عدة بلدان أوروبية وآسيوية للحصول على دورات فنية عالية المستوى. جنازة مهيبة وفي يوم الجمعة 16 أغسطس وبعد صلاة الجمعة مباشرة، خرجت أوسيم عن بكرة أبيها في مشهد مهيب تجاوز عشرات الآلاف لتودع الشهيدين الحبيبين عبد الباسط العطفي ومحمد فتحي شعبان.. ويؤكد شهود عيان أن أم الشهيد أطلقت زغرودة كبيرة تودع ابنها الوحيد إلى جنة الفردوس، وهو نفس اليوم الذي قتلت فيه ميليشيات الانقلاب شهيد أوسيم أيضا الطالب الجامعي سعيد أحمد سرج فوق كوبري مايو في الطريق المؤدي إلى وسط البلد. شاهد جنازة عبدالباسط العطفي ومحمد شعبان برنامج أحياء في الذاكرة