جدل واسع أثارته نتائج انتخابات المكتب الإداري للدعوة السلفية التي أجريت، أمس السبت، وأسفرت عن استبعاد الدكتور محمد إسماعيل المقدم، والشيخ سعيد عبد العظيم، من مجلس إدارة الدعوة السلفية.
وتم اختيار الشيخ محمد عبد الفتاح "أبو إدريس" رئيسًا للدعوة السلفية، والإبقاء على ياسر برهامي نائبًا لرئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، كما تم اختيار الشيخ شريف الهواري، والشيخ أشرف ثابت، والشيخ محمود عبد الحميد، والشيخ مصطفى دياب، والشيخ سعيد السواح، والشيخ سعيد حماد أعضاءً بمجلس الإدارة.
وقد عبرت النتائج- بحسب مراقبين للملف السلفي، عن الإطاحة بالقيادات المناوئة لياسر برهامي، والرافضة لسياسات حزب النور المؤيد لنظام السيسي، حيث التزم الشيخ المقدم الصمت عقب 3 يوليو؛ لرفضه إراقة الدماء بحسب المراقبين، ومطالباته للدعوة السلفية بتغيير مواقفها المؤيدة لعبد الفتاح السيسي.
فيما اختفى الشيخ سعيد عبد العظيم من المشهد، رافضا تأييد مواقف الدعوة السلفية المؤيدة للسيسي، بل أعلن رفضه للانقلاب العسكري عبر ظهوره على منصة اعتصام رابعة العدوية، في 2013، وقبل أن يغادر مصر إلى السعودية، وصف قيادات الدعوة السلفية عبر تسجيل صوتي، ب"أعوان الظلمة"، حسبما يقول تلامذته.
وعبر الكثيرون عن غضبهم الشديد من الإطاحة بالقيادات التاريخية للدعوة السلفية، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وقال أشرف عبد الوهاب من الإسكندرية: "المقدم يعتبر مرشد الدعوة السلفية ومؤسسها، الإطاحة به حاجة كبيرة جدا.. والشيخ سعيد يعتبر راهب الدعوة وملهمها حاجة مش قليلة".
فيما قال صلاح عبد المعبود- عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، في تصريحات إعلامية، عقب انتهاء أعمال الجمعية العمومية التي عقدت سرا بالإسكندرية، أمس، خوفا من استهدافهم، بحسب عبد المعبود- إن الدعوة أنشأت جمعية جديدة أسمتها "جمعية الدعاة"، وتم تشكيل مجلس إدارة جديد من 13 عضوا كى يتوافق مع قانون الجمعيات الأهلية، مضيفا أن عدد أعضاء الدعوة كان 15 عضوا، وهذا يخالف قانون الجمعيات الأهلية".
وكان عدد من قيادات مجلس إدارة الدعوة السلفية رفض الترشح، وعلى رأسهم "علي حاتم" المتحدث باسم الدعوة السلفية، و"سعيد حماد" القيادى بالدعوة السلفية، ومحمد إسماعيل المقدم، وسعيد عبد العظيم.
وشغل عبد العظيم منصب النائب الثاني لرئيس الدعوة، إلا أنه تأثر بمنهج جماعة الإخوان المسلمين بسبب قربه من بعض قياداتها، بل إنه أصدر عدة تسجيلات صوتية أبدى فيها رفضه لمواقف الدعوة السلفية وياسر برهامي، وأجرت الدعوة السلفية وساطات كثيرة لإعادة عبد العظيم عن مواقفه، إلا أنه تمسك بمواقفه التي وثقها شرعيا.
وكان ياسر برهامي أكد- في وقت سابق- عزل الدعوة السلفية بعيدا عن العمل السياسي، ما أثار غضب الشباب السلفي، الذين يرون مخالفات يقع بها قيادات العمل السلفي المنخرطين في حزب النور، ومن ثم تأتي خطوة إبعاد القيادات التاريخية من قمة الدعوة السلفية لتأمين مواقف حزب النور من إثارة اللغط بين أتباعه.
بينما يرى مراقبون الخطوة بأنها استرضاء لأجهزة سيادية بالدولة، قبل الانتخابات البرلمانية المرتقبة، حيث يراهن حزب النور على خوضها على نحو 20% من مقاعدها، وسط مخاوف علمانية وليبرالية من تمدد الحزب، ليشغل الحزب الحيز السياسي الذي كانت تشغله جماعة الإخوان!.