أشعل مقطع فيديو بثته وزارة الدفاع في حكومة الانقلاب، مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهور عدد من المخطوفين والمختفين قسريًّا في المقطع، الذي حمل عنوان "القبض على أكبر خلية إرهابية تهدد الأمن القومي". ويظهر الفيديو اعترافات عدد من المواطنين من حملة الشهادات الجامعية، وبعضهم يعمل بالمجال الصحفي، بعد أن تعرضوا للتعذيب الممنهج خلال فترات إخفائهم بشكل قسري، بارتكاب جرائم لا صلة لهم بها وفقًا لذويهم.
ومن بين الذين ظهروا في الفيديو صُهيب سعْد، طالب بكلية اقتصاد وعلوم سياسية، والذي تم اختطافه منذ 1-6-2015، لأكثر من أسبوعين حيث ظهر بعد اختطافه يوم 16-6-2015 بسجن طره وقد ظهرت عليه آثار التعذيب.
اعتقال صهيب مؤخرًا لم يكن هو الأول في سلسلة الانتهاكات التي تعرض لها حيث تم اعتقاله من قبل يوم 2/1/2014 وتم وضع اسمه في هزلية "الماريوت" الشهيرة ليظل خلف القضبان بسجون العسكر لأكثر من سنه وشهرين؛ حيث صدر قرار بإخلاء سبيله في شهر فبراير 2015 بضمان محل الإقامة ومع المتابعة اليومية بقسم الشرطة التابع لمنطقته السكنية.
وأكد عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي أن صُهيب ظهر خلال الفيديو، وقد بدت على وجهه كل علامات التعذيب والإرهاق النفسي والجسدي؛ حيث تم إجباره على الاعتراف بتلقي أموال وشراء طبنجة وقيامه بعمليات قتل، من التهم التي أرغم على الاعتراف بها تحت وطأة التعذيب.
وتساءل النشطاء: "كيف يرتكب صهيب كل هذه الجرائم وهو هو من صدر بحقه إخلاء من قضيته الملفقة الأولى بضمان محل الإقامة، وتحت متابعة يومية مع القسم التابع لمحل سكنه حتى يوم اختطافه للمرة الثانية؟".
وتابع النشطاء: إن "دولة لا تستطيع أن تواجه بضعة أفراد في سيناء يقتلون المئات من الجنود تتجبر وتلفق الاتهامات على الطلاب الجامعيين بأحياء القاهرة والمعادي؛ ما يؤكد أن الدولة التي تدعي أنها تحارب الإرهاب هي من تصنعه بتلفيق التهم والقضايا، لمجرد التعبير عن الرأي ورفض سياسات حكومة الانقلاب الفاشلة".
يشار إلى أن جرائم الاختفاء القسري التي ترتكبها سلطات الانقلاب في مصر، تخالف الاتفاقيات الدولية لحماية الأشخاص، والتي تجرم تعرض أي شخص للاختفاء القسري وتوجب على الدولة اتخاذ التدابير اللازمة لتحمل المسؤولية الجنائية في ذلك.
ووثقت حملة الحرية للجدعان، مبادرة مجتمع مدني مصرية، 163 حالة اختفاء قسري تمت في 22 محافظة مصرية، منذ أبريل الماضي، وحتى نهاية يونيو ، وتم تصنيفهم ب66 حالة إخفاء قسري، و31 حالة إخفاء قسري بدون متابعة، و64 حالة إخفاء قسري منتهية، بالإضافة إلى حالتي وفاة، هما إسلام عطيتو الذي سيق من لجنة امتحانه في كلية الهندسة جامعة عين شمس إلى مصيره المجهول ليلقى حتفه في اليوم التالي، وصبري الغول، الذي قتل في مدينة العريش، فضلاً عن اغتيال 13 من قيادات الإخوان المسلمين فيما عرف بمذبحة 6 أكتوبر.