شنّ وزير الإعلام الليبي في حكومة طبرق، عمر القويري، حربا كلامية ضد تونس ورئيسها الباجي قايد السبسي على خلفية تقاربها مع حكومة طرابلس. ودعا القويري إلى تخليص تونس مما أسماه "الهيمنة التركية" التي أعلنت عن مشروعها العثماني، مطالبا بالتدخل العربي (المصري والسعودي والإماراتي) لإعادة البوصلة بشكل صحيح في تونس، بحسب تعبيره.
وفي مقابلة تليفزيونيّة على قناة النهار اليوم المصرية، قال القويري إنّه لا ينبغي استعمال المليون مواطن ليبي المقيمين على أراضيها كورقة ضغط، وهم يعيشون في تونس بأموالهم ولا يتم تقديم أيّ شيء لهم مجانا، ولا يجب معاملتهم كلاجئين من الصومال في خيام للاجئين، على حدّ تعبيره.
القويري قال، منذ يومين، في إشارة إلى السبسي "سوف يشتعل ويحترق ويكون رمادا"، مضيفا أن "أرض ليبيا نار سوف تحرق كل عابث بها أو متكلم بسوء".
وكان القويري قد نشر مقالا في موقعه الشخصي تحت عنوان "انتبه، لا تتحدث عن ليبيا"، وجه فيه خطابا غير مباشر للرئيس التونسي، على خلفية استقباله قادة فجر ليبيا مؤخرا، مؤكدا أن "ليبيا ستغص بكل من يحاول ابتلاعها، وسنرد على كل عدوان بمثله وكل كلمة وكل موقف، فكرامتنا فوق كل اعتبار"، مضيفا "لن نقبل أن تجلس أي دولة مهما كانت مع أطراف ليبية غير شرعية بعنوان المصالح". وهدد بطرد القنصل التونسي في طرابلس "قريبا سنكون في العاصمة، وسيطرد سفراء كل الدول الداعمة للإرهاب والمتعاملة معه، وستقفل عليهم الأبواب"، مضيفا "سيدفع من يقومون بهذا الثمن، فالفاتورة مرتفعة التكلفة تلك التي تتعمد إهانة الشعب الليبي عبر إهانة حكومته".
ووصف عدنان منصر، مستشار الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي وصف القويري بالأحمق وتصريحاته بالحمقاء، وليس هناك أية أهمية لما يمكن أن يسوقه هو ومشغلوه من تبريرات، مشدّدا على أن الباجي قايد السبسي هو الرئيس الحالي للجمهورية التونسية، وأن الدفاع عنه أدنى سلوك يجب أن نتوقعه من السياسيين في تونس.
وأضاف منصر أن المصلحة والسيادة الوطنية تقتضي التضامن مع الدولة ومؤسساتها ورموزها، بغض النظر عن الاختلاف السياسي، قائلا: "لا بد من التضامن مع الدولة ومؤسساتها ورموزها، بغض النظر عن كل التباينات السياسية الداخلية". ولم يصدر أي رد من الحكومة التونسية ولا من الرئاسة حول هذه التصريحات.