تناول إعلام الانقلاب لقضية تنفيذ أحكام عرب شركس وما حملته برامج التوك شو وصحف الانقلاب من عبارات الشماتة والتشفي, واستهانة بإراقة الدماء البريئة يكشف مجددًا الدور القذر الذي يمارسه إعلام الانقلاب من تضليل وفجر مهني بلغ مداه في ظل الانقلاب العسكري. التقرير التالي يرصد أبرز تعليقات إعلاميي الانقلاب على تنفيذ أحكام الإعدام أمس وما روَّجه من تضليل وكذب.
علق الإعلامي تامر أمين على قرار تنفيذ حكم الإعدام في القضية المعروفة إعلاميا باسم عرب شركس، مؤكدًا أن القرار الصادر من القضاء العسكري بإعدامهم نوع من العدل السريع.
وأعرب أمين خلال برنامجه "من الآخر" على قناة "روتانا مصرية" مساء أمس، عن أمله أن يكون القضاء المدني في سرعة القضاء العسكري، مضيفًا أن العدل البطيء نوع من الظلم القاسي؛ لأن الغرض من صدور الأحكام إقامة العدل وردع الآخرين، أحيي القضاء العسكري الذي اعدم القتلة والإرهابيين.
وفي السياق نفسه أعربت الإعلامية الانقلابية لميس الحديدي عن ابتهاجها بتنفيذ حكم الإعدام، معتبرةً أن القضاء استطاع القصاص لشهداء الجيش والشرطة، وزعمت خلال برنامجها "هنا العاصمة" المذاع على فضائية "سي بي سي" أن الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام بإعدام المحكوم عليهم رميًا بالرصاص داخل السجن ليست صحيحة.
فيما استبقت الإعلامية الانقلابية رانيا بدوي في عرضها لتقرير تنفيذ أحكام الإعدام بموجة من التحريض على الضحايا, لحجب أي تعاطف معهم, واصفةً إياهم بالإرهابيين والقتلى, كما شنت هجومًا شديدًا على النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الرافضين لتنفيذ الحكم ووصفتهم بالخونة والمتاجرين بحقوق الإنسان، وأسهبت بدوي خلال برنامجها في الحديث عن شهداء الجيش والشرطة والقضاة، مطالبة المواطنين بعدم الالتفات إلى ما يروجه النشطاء ووصفتها بالحملة المسعورة لتشويه الشرطة والقضاء.
كما وصفت الإعلامية دينا رامز تنفيذ حكم الإعدام بأنه أثلج صدور كل المصريين، وقالت عبر برنامجها المذاع على فضائية "صدى البلد": أخيرًا سيتلقي أبناء الوطن من الجيش والشرطة العزاء، وأن العدالة الناجزة في القصاص من هؤلاء القتلى قد تحققت، ووصفت موجة الغضب التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عقب تنفيذ الحكم بأنها عودة لنغمة "إعدام الأبرياء" التي سبق أن رددتها جماعة الإخوان عقب الحكم على محمود رمضان.
وهاجمت رامز إدانة بعض المنظمات الدولية لتنفيذ الحكم، معتبرة أنه تدخل سافر، وأشادت ببيان خارجية الانقلاب الذي وصفته بالبيان الشديد اللهجة، زاعمةً أن أغلب الدول التي أدانت تنفيذ الحكم تعاني من انتهاكات كبيرة في مجال حقوق الإنسان.
وفي السياق أفادت تقارير إعلامية عن تناول فضائيات الانقلاب للقضية بأن عددًا من الإعلاميين في قناة أوربت والحياة والفراعين والسي بي سي والنيل للأخبار والحياة أشادت بتنفيذ الحكم والحديث عن أن القضاء العسكري يتميز بالإنجاز على عكس القضاء المدني الذي تستغرق فيه القضايا وقتًا أطول، وتمت الإشارة إلى أن المتهمين استنفدوا كافة درجات النقض؛ حيث قال اللواء سيد هاشم المدعي العام العسكري الأسبق: إن المنفذ بحقهم الإعدام استنفدوا جميع درجات النقض بنفس خطوات القضاء العادية، ولا يجوز تجريح أحكام القضاء العسكري؛ لأن القضاة العسكريين متخصصون في القضاء الجنائي ومؤهلون على أعلى مستوى.
وبحسب التقارير أثناء التغطية لوحظ أن هناك إصرارًا على توصيل رسالة إعلامية؛ مفادها أنه لا سبيل للتعاطف مع هؤلاء؛ لأنهم قاموا بارتكاب جرائم كبيرة، فأكد اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام أن أعضاء تنظيم عرب شركس المحكوم عليهم بالإعدام نفذوا بأنفسهم عمليات إرهابية متعددة؛ حيث شاركوا باغتيال اللواء محمد سعيد واعتدوا على أتوبيس نقل جنود أسفر عن استشهاد أحد الأفراد واستهداف نقطة شرطة عسكرية فى مسطرد، وقاموا بسطو مسلح على مكتب بريد بالمطرية، ونفى أن يكونوا أبرياء كما يدعي الإخوان وأنه قبض عليهم بمكان مداهمتهم.
وتم التركيز أيضًا باستضافة اتصالات هاتفية لأهالي بعض قتلى رجال الشرطة والذين عبروا عن سعادتهم لتنفيذ حكم الإعدام وأنهم بذلك شفي غليلهم وأنهم بانتظار تنفيذ أحكام الإعدام في قيادات الإخوان.
صحف الانقلاب
وعلى خطى فضائيات الانقلاب خطت صحف الانقلاب؛ حيث تشابهت عناوين المواقع والصحف، فيما تضمنت محتويات الأخبار والمقالات نفس المضمون من الإشادة والاستحسان لتنفيذ الحكم ضد من زعموا أنهم القتلى والإرهابيون, وسط توقعات بمزيد من التصعيد من قبل المعارضة؛ حيث كتبت جريدة "الوطن" عنوانًا بارزًا عبر موقعها الإلكتروني "عسكريون: إعدام "عرب شركس" سيزيد حجم العلميات الإرهابية والإجرامية"، كما كان المانشت الرئيسي لجريدة "المصري اليوم" الموالية للانقلاب العسكري: "مصر تثأر لشهداء القضاء"؛ حيت ركزت في صدر صفحتها على اعتبار تنفيذ الحكم ثأرًا وقصاصًا سريعًا لشهداء الجيش والشرطة ولأرواح القضاة الثلاثة.
فيما جاء العنوان الرئيس للأهرام "تنفيذ حكم الإعدام في 6 من تنظيم "بيت المقدس" والتي رصدت خلاله قائمة طويلة من التهم الملفقة ضد المنفذ فيهم حكم الإعدام والتي وصفتهم بالقتلى والإرهابيين, فيما لم تخلُ عباراتها من الاستمالات العاطفية للقراء لشهداء الجيش والشرطة والقضاة.